أثارت خطوة نشر صحيفة "شارلي إيبدو" الرسومات المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، امس، تذمر وسخط النخب الدينية والسياسية التي أجمعت على انها اهانة للمسلمين، منددين بتغاضي فرنسا عن خطوة الصحيفة التي تقصد اثارة واستفزاز مشاعر المسلمين. قال رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم، ان "ما أقدمت عليه صحيفة "شارلي إبدو"، ما هو إلا تطوير لما دنسته من قبل الصحافة الدنماركية، والسينما الهولندية، والسياسي النازي الألماني، والبابا الإيطالي، والإعلام الفرنسي اليميني واليساري، وكلهم يتقربون إلى شعوبهم، والإعلاء من مبيعات إنتاجهم، ورفع شعبيتهم، بسب المسلمين ورموزهم" وتابع أن "صحيفة شارلي إبدو كانت في بداية ظهورها، صوتا للمستضعفين ومدافعة عن حقوق المظلومين، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى صحيفة عنصرية، صهيونية، حليفة للأقوياء، وذات مضمون مبتذل". ودعت حركة مجتمع السلم وتنظيمات وأحزاب إسلامية في البلاد إلى الخروج هذا الجمعة والتعبير عن رفض الإساءة الى الرسول الكريم، ونبذ التطرف الديني، في فرنسا وفي غيرها، ودعا مسؤول جبهة الصحوة السلفية، عبد الفتاح زراوي حمداش، إلى انتفاضة لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد مجلة شارلي ايبدو التي نشرت صور مسيئة له، يوم الجمعة المقبل، بعد صلاة الجمعة انطلاقا من مسجد المؤمنين ببلوزداد تجاه البرلمان، لمطالبة الدولة والأنظمة العربية بالتحرك العاجل لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي وكرامة الأمة الإسلامية. واعتبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ان إعادة نشر صحيفة شارلي ايبدو رسوما للنبي محمد خطوة "ليست من الحكمة" و"تساعد المتطرفين". وقال الاتحاد ومقره الدوحة في بيان ان "قيام مجموعة من الصحف ووسائل الإعلام بإعادة نشر الرسوم المسيئة والأفلام السيئة حول الرسول صلى الله عليه وسلم والهجوم على الإسلام أو المسلمين، ليس من العقل ولا المنطق ولا الحكمة". وأضاف "اذا اتفقنا بأن هؤلاء المتطرفين،لا يمثلون الإسلام والمسلمين، وأنهم يقتلون من المسلمين أكثر من غيرهم، إذن كيف يرد على تصرف هؤلاء المتطرفين بتصرفات ليست ضدهم بل ضد رسول الرحمة للعالمين، ورسول تؤمن به حوالي ملياري نسمة... وهم مستعدون للتضحية بأنفسهم في سبيله". واعتبر الاتحاد ان ذلك "ليس من العدل ولا الإنصاف ولا المنطق السليم". كما اعتبر الاتحاد ان اعادة نشر رسوم يعتبرها المسلمون مسيئة هي "تصرفات رعناء تساعد المتطرفين" اذ تعطيهم "المصداقية بأن الغرب أو غير المسلمين هم ضد الإسلام ورسوله وضد المسلمين". ويساعد هذا التصرف بحسب الاتحاد "التطرف والتشدد ويزيد من الاحتقان الشديد والكراهية وعدم الثقة" و"يسد الطريق على جهود المصلحين المعتدلين لأن عامة الناس لا يصدقونهم وإنما يصدقون هؤلاء الإرهابيين الذين يستغلون نشر هذه الرسوم والأفلام المسيئة لأفكارهم المتطرفة". وبحسب الاتحاد فان السببين الرئيسيين للتطرف هما "الدكتاتورية والاستبداد... منذ ايام الاستعمار" و"القضية الفلسطينية". من جهته أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية- خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، الاستهتار بمشاعر المسلمين، من خلال نشر رسوم ساخرة من النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، قامت بها إحدى دور النشر الفرنسية في عددها الجديد، الذي ضاعفت أعداد نسخه، ونشرته بأكثر من 16 لغة، بما فيها العربية. ودعا الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية إلى التعامل مع إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم في مجلة شارلي إيبدوبالحكمة لا بالحماقة، وبالأسلوب الهادي لا بالاندفاع الزائد، مطالبا بعدم تكرار سيناريو الدنمارك السيئ الذي مازلنا نعاني من تباعاته حتى الآن.