ما تزال معاناة سكان حي "مولنار" ببلدية وادي قريش بالجزائر العاصمة متواصلة، بالنظر إلى جملة المشاكل التي فاقت طاقتهم على الاحتمال وحالت دون تحقيق مصالحهم، خاصة وأن السلطات المحلية لم تحرك ساكنا لإزاحة الغبن عنهم، فالوضعية المزرية للطرقات أضحت كابوسا يلاحقهم وينغص عليهم العيش منذ أزيد من 20 سنة، بسبب درجة الإهتراء التي آلت إليه، لتصبح مصدر إزعاج للسكان الذين عبّروا عن استيائهم الشديد للجزائر الجديدة إزاء تماطل السلطات المحلية في حل هذا الإشكال رغم الشكاوي والنداءات العديدة التي تقدموا وخلال عدة مناسبات بها، حيث أصبحت في معظمها عبارة عن مسالك ترابية عرقلت حركة المرور، كما تسبّبت في تعرض العديد من المركبات للأعطاب، فضلا عن تحوّلها خلال فصل الشتاء إلى برك من الأوحال المتراكمة التي تتجمع على مستوى الطرقات بشكل يعيق حركة المرور، ويأدي إلى حدوث العديد من الانزلاقات في الوقت الذي تصبح فيه تلك الطرقات خلال فصل الصيف إلى مصدر للغبار المتطاير يحتم عليهم غلق نوافذ منازلهم لتفادي تسربه، لتصبح هذه الوضعية مع مرور الوقت وطيلة 20 سنة مضت مصدر قلق واستياء كبير في أوساط السكان الذين لم يخفوا تذمرهم واستيائهم من تجاهل السلطات المحلية لمعاناتهم، وحتى الأطفال ضاقوا ذرعا من هذه الوضعية، نظرا للصعوبات التي تواجههم خلال تنقلهم إلى مؤسساتهم التربوية، إذا لا يستطيعون بلوغها إلا بشق الأنفس، كما أنها أصبحت مصدرا لانتشار الأمراض والأوبئة نتيجة للغبار المتاطير من جهة ،والحشرات الناتجة عن تراكم برك المياه القذرة من جهة أخرى، ولعل ما زاد الطين بلة حسب تأكيدات السكان هو تسرب مياه الأمطار إلى داخل منازلهم نتيجة لعدم تهيئة الحي، الأمر الذي حوّله إلى حي منكوب، كما أن ذلك أكسبه طابع ريفي، وجعله لا يمت للألفية الثالثة بصلة. وأمام هذه الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها قاطنو حي "مولنار" يناشد هؤلاء السلطات المحلية بوادي قريش، الاهتمام بانشغالاتهم وتخلصيهم من هذا المشكل الذي طال أمده من خلال إدراج حيهم ضمن المشاريع التنموية الكفيلة بإخراجه من دائرة المعاناة والتهميش.