تسبب اضطراب الأحوال الجوية بالجزائر، هذه الأيام، في العديد من الكوارث، حيث ارتفع عدد حوادث المرور، واقتلعت العديد من الأشجار بعدة ولايات. ولنفس السبب، ألغت الخطوط الجوية الجزائرية، أول أمس السبت، الرحلات نحو الولايات الشرقية والجنوبية على غرار قسنطينة، سطيف، بسكرة وغرداية، بسبب أمطار غزيرة مصحوبة برعود، وأفادت نشرية الأرصاد الجوية أن نفس الأحوال الجوية مست المناطق الوسط والغرب. وكانت لمصالح الحماية المدنية تدخلات بمناطق ساحلية وأخرى داخلية، من بينها الجزائر، تيزي وزو، سيدي بلعباس، المسيلة، الشلف، وهران، إثر تسبب هبوب رياح قوية في اقتلاع بعض الأشجار وأعمدة الكهرباء وانهيار شرفات وأسقف بنايات قديمة، وأصيب شخص إثر سقوط عمود إنارة عمومية على سيارته بسيدي بلعباس، وسقوط لوحة إشهار مخلفة إصابة بوهران، إضافة إلى انهيار جدران وأسقف بنايات قديمة وانهيار مبنى كامل بالعاصمة، كما سببت الأمطار فيضانات بعدة أودية. بلديات معزولة بسبب الثلوج في تيزي وزو وعرفت بلديات ولاية تيزي وزو معاناة وعزلة تامة، بسبب تساقط كميات جد معتبرة من الثلوج على مرتفعات يزيد علوها عن 500 متر، نجم عنها غلق الكثير من الطرق الولائية والوطنية على غرار الطريق الوطني رقم 15 في شطره الرابط بين الأربعاء ناث إيراثن وعين الحمام وإفرحونان، وهو طريق فتح جزئيا. وأغلق أمس الطريق الوطني رقم 30 المؤدي إلى ولاية البويرة بمنطقة واضية وواسيف إبودراران، وتم أيضا تسجيل غلق الطريق الوطني رقم 30 على مستوى منطقة ثالة غيلاف، ونفس الأمر بالنسبة للطريق الطريق الوطني رقم 71 الرابط بين مدينة اعزازقة وعين الحمام على مستوى بلدية آيت يحي. كما تسببت الثلوج في شل حركة المرور ومنع ناقلي المسافرين من العمل، وهي وضعية تعمل السلطات المحلية جاهدة لاحتوائها وفك العزلة عن هذه المناطق. ولوحظ انقطاع التيار الكهربائي أو ضعفه في بعض الأحيان ما زاد من عزلة السكان، في قرى بالجهات الأربعة لولاية تيزي وزو على غرار بلدية مكيرة، تيزي غنيف، فريقات، آيت يحي موسى، ذراع الميزان، آث كوفي، معاتقة، واضية، واسيف، عين الحمام، إفرحونان، أبي يوسف، أقبيل، ماكودة، أزفون، واقنون، تيقزيرت وغيرها من المناطق، بسبب سقوط أغصان الأشجار وقطع الكوابل الكهربائية. من جهة أخرى، لا تزال أزمة غاز البوتان تفرض نفسها بقوة بولاية تيزي وزو بسبب الندرة، وأغلب البلديات تشتكي عدم استفادتها من حصتها التي تخصصها مؤسسة سونلغاز. وتشهد ولاية تيسمسيلت اضطرابات في التموين بالكهرباء بسبب الرياح القوية المصحوبة بأمطار غزيرة حسب المكلفة بالاتصال بمديرية شركة توزيع الكهرباء والغاز للغرب. وأوضح المصدر أن الانقطاعات في التيار الكهربائي المسجلة منذ مساء الجمعة الماضي بلغت خمس ساعات في اليوم بكامل بلديات الجهة بسبب سقوط الأعمدة الكهربائية والخطوط الثانوية بمناطق مختلفة من الولاية. وسجلت المديرية سقوط الخط الرئيسي بطاقة 60 كيلوفولط والذي يربط بين محولين كهربائيين بتيسمسيلت وبثنية الحد مما أدى إلى انقطاع الكهرباء بالمناطق الشمالية الشرقية والجنوبية للولاية على غرار اليوسفية وخميستي وسيدي عابد وسيدي بوتشنت. وتسببت الرياح القوية المصحوبة بتساقط غزير للأمطار إلى تضرر الشبكات الكهربائية الباطنية ذات الضغط المنخفض بمعظم مناطق الولاية. وسجل أيضا سقوط أسقف ثلاثة مساكن فوضوية بمدينتي ثنية الحد والأزهرية دون خسائر بشرية. كما تسبب الاضطراب الجوي في قطع مؤقت لشطر الطريق الوطني رقم 14 الرابط بين تيسمسيلت وحدود ولاية تيارت اثر سقوط لافتة اشهارية عملاقة إضافة إلى سقوط بعض الخيوط الكهربائية الحضرية على عدد من المساكن بلرجام والأزهرية. جريحان وخسائر مادية بتيارت وعاش سكان ولاية تيارت ليلة مرعبة، بعدما فاقت سرعة الرياح 90 كيلومتر في الساعة، حسب التقديرات الأولية، مخلفة العديد من الجرحى، بينهم شاب، 19 سنة، تعرض إلى جروح وكسور بليغة بعدما قذفته الرياح من سطح منزله ببلدية الدحموني، وسجلت إصابة سيدة أوقعتها الرياح أرضا مخلفة لها كسورا في الرجل. وخلفت هذه الرياح خسائر بليغة بالأشجار وببعض البنايات الهشة مانعة في نفس الوقت حركة المركبات عبر عدة طرق وطنية وولائية. وفي شق آخر تسببت الرياح العاتية إلى قطع التيار الكهربائي لأزيد من 14 ساعة بدائرة الدحموني وبعض البلديات، كما انقطعت جميع الاتصالات السلكية واللاسلكية عن هذه البلديات يومين كاملين.