دق فلاحو ولاية المدية ناقوس الخطر الذي بات يتهدد محصولهم الزراعي وخاصة القمح و الشعير بالإضافة إلى أشجار الزيتون الذي تشتهر به الولاية و المتمثل في الهجومات المتكررة من قبل أسراب من الطيور الكبيرة التي اضحت تستهدف المحاصيل الزراعية بشكل مقلق ولافت خلال هذه الفترة الحيوية من السنة . حيث أكد معظم الفلاحين لاسيما منهم الذين يقطنون بالمنطقة الشرقية كبلدية بني سليمان ، القلب لكبير بالإضافة إلى فلاحي الناحية الجنوبية كشلاله العذاورة و بوغزول أنهم يعانون كثيرا من تواجد هذا العدد الهائل من أسراب الطيور مرجعين كثرته إلى انتشار أشجار الغرقد أو العوسج ، الذي تتخذه الطيور لبناء أعشاشها . وهو الأمر الذي جعل فلاحي المنطقة يدقون ناقوس الخطر مناشدين مصالح الوزارة الوصية لإيجاد الحلول لهذا المشكل الذي يطرح نفسه وبإلحاح كونه يهدد الموسم الفلاحي بأكبر الولايات الفلاحية بالوطن مقترحين مدهم بمبيدات أو أسمدة للقضاء على هذا النوع من الشجر في خطوة أولى للحد من حجم المشكل بالجهة الجنوبية للولاية في وقت لم يجد فلاحو الجهة الشرقية في إقليم بني سليمان وما جاورها سوى استعمال المفرقعات لترويع الطيور في انتظار تحرك مديرية الفلاحة بالمدية في اقرب وقت ممكن لتدارك الوضع وأنقاض ما يمكن انقضاه. وفي نفس السياق أشار محدثون أن هذه الطيور تتلقف الحب في سنبله بشكل واسع النطاق حيث أتت على مئات إن لم نقل آلاف الهكتارات من الزر وع والأشجار المثمرة مؤكدين على أنه إذا استمر الحال على ما هو عليه فإنهم لن يجدوا ما يجنونه هذا الموسم . وفي نفس الصدد اعتبر مجموعة من الفلاحين أنهم بعدما استبشروا بالأمطار الأخيرة ، وكذا نجاح تجربة غرس أشجار الزيتون وهو ما دفع بفلاحي المنطقة إلى توسيع العملية أكثر نظرا للنتائج المشجعة جدا ، اصطدموا بهذا المشكل الذي سيحول فرحة نجاح التجربة إلى مأساة حقيقية بالنسبة لهم بعدما بذلوا النفس و النفيس من أجل إنجاح هذا المشروع الرائد بالمنطقة . للتذكير أن ولاية المدية تعد أحد أكبر وأهم الولايات الفلاحية بالوطن والتي يعول عليها كثيرا في برنامج الدولة استعدادا لمرحلة ما بعد البترول نظرا لما تزخر به من مقومات فلاحية ضخمة بالنظر لشساعة أراضيها الصالحة للزراعة وخصوبة تربتها وكذا وفرتها على المياه الباطنية ونسبة التساقط المعتبرة جدا بحكم مناخها المساعد جدا على ممارسة مختلف النشاطات الفلاحية.