ترفض المعارضة في الجزائر تقييم مسارها بعد مرور أزيد من عام على "ندوة مزفران" التاريخية التي جمعت أكبر عدد من الأحزاب والشخصيات الوطنية المناهضة للنظام الحالي، كما تتجنب الحديث عن الهزات الداخلية التي ضربتها من خلافات وانسحاب للأحزاب من التنسيقية، وتؤكد على "وحدتها و ثبات خطواتها" رغم أنها لم تحقق من توصيات زرالدة أي هدف. وعدا تنشيط بعض الندوات والملتقيات، في انتظار عقد مؤتمرها المرتقب، تُتهم المعارضة ب" العقم"والاستثمار في الأحداث الراهنة، والتعليق عليها، دون طرح حلول أو خارطة عمل واضحة، مما سيدخلها قريبا في متاهة و فراغ بسبب شغور الساحة السياسية التي استنزفت مستجداتها وحرقت كل أوراقها قبل الموعد، ما يطرح الكثير من التساؤلات عن رهانات المعارضة و خطواتها المقبلة؟ . ويرى عضو مجلس الشورى بحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، أن ما يحدث داخل الأحزاب من خلافات وانقسامات وتوجيه للاتهامات، "يؤثر" على نشاطها السياسي، غير أن العائق الأكبر يتعلق حسبه بسلطة تغلق آذانها و لا تفتح أبواب الحوار، و تفضل التفرج على وضع خطير يهدد الساحة السياسية. و قال سلطاني ل "الجزائر الجديدة"، إن النظام الحالي "مجبر" على كسر هذا الركود من خلال مبادرة جادة للحوار أو وثيقة أو أي مشروع آخر من شأنه "إعادة القطار إلى السكة"، و أوضح "هذا هو مستوى نضال الأحزاب، و لا يمكن مطالبتها بالكثير في ظل المعطيات الراهنة التي توفرها السلطة"، سلطاني، قال إن ما يشغل المواطن الجزائري اليوم "ليس السياسة "، بقدر البحث عن سكن لائق، وانخفاض الأسعار في الأسواق خاصة مع اقتراب الشهر الكريم، ومستوى المعيشة وحديث البكالوريا، وأضاف يقول إن كل حزب يحاول "ركوب الحصان" الذي يعتقد أنه سيوصله إلى أهدافه، و لم يخف الوزير السابق الخطر المحدق بالجزائر من وراء الحدود، موضحا أنه لا يمكن فصل الجزائر عن محيطها المغربي والإفريقي والعربي.