كرمت جمعية الألفية الثالثة بالمسرح الوطني الفنان الفكاهي الراحل محمد توري، في الذكرى السادسة والخمسين لرحيله، بحضور زوجة المرحوم وبناته ووجوه فنية ممن يعرفونه. وقال رئيس الجمعية الممثل سيد علي بن سالم أن الراحل لم يحظى بالاهتمام اللازم رغم كل ما قدمه للفن الجزائري، فهو لم يُكرم ولو مرة واحد، بعد أن خدم وطنا بأكمله وليس المسرح فحسب، ولا تمثل هذه الالتفاتة شيئا أمام أعماله، وفي الكلمة التي أحيلت إليه، تحدث الممثل عبد الحميد رابية عن حياة الفنان الذي ولد في البليدة من أسرة محافظة ونال تربية دينية متينة خصوصا بعد دراسته في جامعة الزيتونة بتونس قبل عودته إلى الجزائر وانضمامه إلى فرقة الأمل للكشافة بمسقط رأسه، ليؤسس فيما بعد أول فرقة مسرحية وبدأ تأليف النصوص المسرحية بالفصحى فكانت الجهلاء ومدّعي العلم أولى إنتاجاته، ثم سرعان ما تحوّل إلى كتابتها بالعامية نتيجة المضايقات الاستعمارية، وفي 1946 بدأ التنشيط في الإذاعة لحصة علم وكواليس قبل أن ينظم إلى حزب انتصار الحريات الديمقراطية. وذكّر رابية لقاء المرحوم بالشاعر مفدي زكرياء، حيث أن محمد توري هو أوّل من وضع اللحن الأوّل للنشيد الوطني قسما، وسجن الرجلان معا في 1956 وأطلق سراح توري ثلاث سنوات فيما بعد، ووافته المنية في 30 أفريل 1959 متأثرا بالتعذيب الذي تعرض له طيلة سنين تواجده وراء القضبان. وصرح الفنان سعيد حلمي أن توري لم يكن يضحك الناس من أجل الضحك فقط وإنما الفكاهة عنده كانت تحمل رسائل نبيلة للمجتمع، ودعا وزير الثقافة السابق لمين بشيشي في شهادته إلى عدم نسيان دوره في إبراز النشيد الوطني الجزائري في الأوساط الشعبية، قائلا "وما يمكن أن أقوله أنه كان مدرسة وليس فنانا بسيطا وكانت كل أعماله التي أضحكت الكثير توحي بالتجنيد الوطني". وتم خلال التكريم بث بعض الأعمال التي قام بها الراحل، وتم عرض شهادة الفنانة القديرة نورية التي تعاملت مع الفنان الراحل كثيرا.