الفنان الأكثر شعبية شيع إلى العالية بحضور جمهور غفير شيّع بعد ظهر أول أمس الخميس جثمان الفنان الفكاهي حميد لوراري ، المعروف فنيا باسم قاسي تيزي وزو ، إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة . وافته المنية عن عمر يناهز 83 عاما ، ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضي بمستشفى بئر طرارية ، أين كان يتلقى العلاج من مرض عضال. حضرت مراسيم دفن المرحوم قاسي تيزي وزو، إلى جانب أفراد عائلته ، حشود كبيرة من الوجوه الفنية الجزائرية المعروفة من بينهم صديقه الوفي أحمد قادري ، الشهير باسم " قريقش" ، والفنان القبائلي فريد فراقي ، ورئيس الجمعية الفنية الألفية الثالثة سيد علي بن سالم ، والباحث في الموسيقى ورئيس المركز الوطني للفنون والآداب عبد القادر بن دعماش ، إلى جانب الفنانين عبد الحميد بن رابية ، وابراهيم رزوق ، وغيرهم من أصدقاء المرحوم الذين تأثروا بالفاجعة التي ألمت بأسرته و بالعائلة الفنية الجزائرية التي فقدت أحد أهم أعمدتها الذي بقي وفيا لفنه ، ليسعد الجمهور بأدواره الفكاهية رغم تقدمه في السن. الفنان قاسي تيزي وزو ذو الشخصية الطيبة و المرحة ، المعطاء و المتفتحة على الحياة ، كرّس للفن و الثقافة الجزائرية أكثر من 30 عمره ، و قد أكد أصدقاؤه بأنه سيبقى اسمه خالدا للأبد بأعماله التي تعالج مختلف القضايا في قالب هزلي و فكاهي ، و ستبقى خير شاهد على وفائه للفن الجزائري ، راسخة في السجّل الثقافي الوطني . فقد عرف الفقيد كيف يُدخل الفرحة والابتسامة إلى قلوب الملايين من مختلف الفئات من الجمهور الجزائري، وهو ما جعل منه فنانا محبوبا و مشهورا . حميد لوراري المدعو قاسي تيزي وزو الذي وافته المنية ليلة الأربعاء إلى الخميس بالمستشفى بعد صراع مع المرض، من مواليد سنة 1931، بقرية إغيل أوفلى في بني ورتيلان ،مسقط رأس المفكر الكبير فضيل الورتيلاني بولاية سطيف. عندما بلغ 14 سنة من عمره، بدأ يفرض نفسه في الوسط الفني، وانضم سنة 1946 إلى فرقة رضا باي ،تحت إشراف محبوب اسطنبولي ،رجل الإذاعة والمسرح، وفي سنة 1956 سافر إلى فرنسا على غرار الكثير من أبناء جيله، لكسب لقمة العيش ،حيث اشتغل في العديد من المهن، قبل أن يعود إلى أرض الوطن يوم 8 أكتوبر 1962 و يلتحق مباشرة بالإذاعة الوطنية . أشرف لوراري على تنشيط الحصة الفكاهية « نوفى إيزهوانيان « أي «حصة المريحين» بالقناة الثانية ، الناطقة باللغة الأمازيغية ، رفقة الفنان محمد حلمي، كما شارك في حصة موجهة للأطفال بالقناة الأولى كانت تشرف عليها المذيعة ماما نجوى، وبعد سنوات قليلة من عمله الإذاعي ،شكّل ثنائيا رائعا مع الفنان أحمد قادري، المعروف في الوسط الفني ب «قريقش» .أوّل عمل مسرحي قاما به معا هو مسرحية «المطعم» ، حيث اشتهرا بالأدوار الفكاهية التي تعالج وضعيات درامية بأسلوب هزلي ساخر ،بغرض جلب انتباه المتفرجين والمستمعين. قدم هذا الفنان بالإذاعة الوطنية أكثر من 6000 حصة، سجلها على مدار 30 سنة، كما أكد الفقيد في العام الفارط ،عندما كرّمته إدارة المسرح الجهوي كاتب ياسين لمدينة تيزي وزو، تحت إشراف مدير الثقافة بالولاية الهادي ولد علي. تأسف قاسي تيزي وزو خلال حفل تكريمه لوضعية الفنان الجزائري و تنكر بعض الجهات له ،بعدما ضحى بسنوات من عمره في سبيل الثقافة الجزائرية، ورغم ذلك أوصى الشباب الجزائري ألا يبخلوا على وطنهم بأي شيء، و نصحهم بأن يبذلوا كل ما بوسعهم بسخاء من أجل بلادهم دون حساب، مؤكدا بأنّ الجزائر بلد جميل يستحق كل التضحيات. من بين الأعمال التي اشتهر بها الممثل الراحل «ياخي جار» ،و «وشنو هاذ لعجب» ، و»الخداع ماشي مليح»،و «أشحال أديغ أوروفيغ أبريذ» أي «كم مشيت ولم أجد الطريق» وغيرها من الأعمال التي جعلته اسما لامعا وبارزا في السينما والمسرح الجزائريين. سامية إخليف