شكل معلم قوس النصر الواقع بوسط مدينة القليعة، بتيبازة، جدلا واسعا بين أبناء الحي بعد تهديمه مؤخرا، في إطار إعادة بعث مشروع جديد من قبل البلدية وفي سياق توفير منظر جديد لفائدة المدينة. وما زال قوس النصر بطريق البليدة وعند مفترق الطرق، حديث سكان القليعة منذ انطلاق المشروع الجديد المتمثل في وضع نصب حديث يربط بين الاصالة والمعاصرة، والذي رفضه العديد من السكان بحجة أن قوس النصر قديم ويرمز الى عادات وتقاليد المدينة ولا يمكن نزعه بهذه الطريقة، كما أن البعض يعتبره مؤشر هام بالنسبة للمقيمين خارج المنطقة والذين لا يعرفونها، بحيث يتسنى للقليعي تزويد زائره بالمعلومات الخاصة بطرقات مدينة القليعة انطلاقا من قوس النصر الى غاية ساحة " الميزان "، أما البعض الآخر فاعتبر المدفع الواقع داخل معلم النصر معلما تاريخيا من معالم حضارة مدينة القليعة، حيث كان يرمز آنذاك الى القوة وكان يستعمله السكان في شهر رمضان للإبلاغ عن توقيت الإفطار والسحور. وتأسف أغلبية المواطنين بسبب نزعه مقابل وضع معلم لا يتماشى وفقهم مع روح الحضارة بالقليعة متسائلين عن سبب تهديمه عوض إعادة ترميمه.؟ وتوالت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة بعد وضع السلطات المحلية صور المعلم الجديد القادم من الصين، فمنهم من رحب بفكرة التغيير واعتبر المعلم الجديد أكثر حداثة من القديم لاسيما وأنه يتميز بالأضواء الواقعة على رأس المعلم والتي تتيح للمسافرين والمارة مشاهدة الطرقات سواء على مستوى طريق البليدة، طريق الجزائر وطريق بواسماعيل، كما اعتبره البعض بمثابة قفزة نوعية لمدينة القليعة، لاسيما وأن المعلم القديم أنشأ خلال سنوات الثمانينيات، خلال عهدة المجلس الشعبي البلدي آنذاك، ولا يتماشى وفقهم مع عادات وتقاليد المدينة، وراح البعض يلوم السلطات المحلية على نزع المعلم القديم مشيرين أنه كان من المفروض التشاور مع قدماء المنطقة من أجل تبادل الآراء في هذا الإطار. وكشف رئيس المجلس الشعبي البلدي حمايدي زورقي جيلالي، أن عملية تغيير موقع قوس النصر لم تأتي بمحض الصدفة وإنما بالتشاور مع لجنة خاصة لاسيما وان المعلم القديم، كما قال، لا يرتبط بأية صلة مع المدينة ولم ينشأ في الحقبة الاستعمارية أو ما قبلها حتى نقول عليه أنه معلم تاريخي وقديم، مشيرا إلى أن المعلم الجديد أفضل من قوس النصر بعشرات المرات كونه يجمع ما بين الماضي والحاضر من حيث الهندسة والشكل. وأضاف "مير" القليعة أن همه الوحيد هو إعادة جمال مدينة القليعة وإحيائها بعد سنوات من الركود التنموي على عكس بعض الأقاويل التي تداولت بخصوصه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشارع، من ناحية عدم احترامه للمعالم التاريخية وأراء المواطنين، وتجدر الإشارة إلى أن معلم قوس النصر قد تم تهديمه في انتظار تنصيب المعلم الجديد في الأيام المقبلة.