تهديم قبة المعلم الأثري 7 رقود لانجاز خزان مياه فندق " شيراطون عنابة " أتت المؤسسة الصينية المكلفة بإنجاز مشروع فندق « شيراطون عنابة « أمس، على آخر جزء من المعلم التاريخي 7 رقود، الواقع بالهضبة القريبة من فندق سيبوس الدولي وسط مدينة عنابة بتهديم القبة البيضاء القريبة من الأضرحة السبعة ، من أجل تهيئة موقع إنجاز خزان المياه التابع للفندق، منذ أشهر. تهديم قبة المعلم الأثري7 رقود الذي يوجد بجوارها 7 أضرحة ، اعتبرها سكان المدينة العتيقة القريبين من المعلم تعديا صارخا على الإرث التاريخي والحضاري « لبونة « التي فقد بريقها بعد أن تعرضت أبرز مواقعها الأثرية المصنفة للهدم والتخريب وكذا الإهمال، كان أخرها حادثة هدم المعلم التاريخي « المدافع « بحي «كاروبيي» في استمرار لمسلسل نهب العقار على حساب الإرث الأثري للمدينة . وخلال زيارة لموقع القبة المهدمة التقينا أحد شباب الحي (ح.ه) 41 سنة الذي عبر عن استغرابه وأسفه من سماح السلطات المحلية للمؤسسة الصينية بتهديم القبة قائلا « كانت مكانا نزوره مع عائلتنا باستمرار ونعتبره إرث مدينتنا ومفخرة لنا وهو يعبر على العراقة التاريخية « لبونة « خاصة وأنه يقع بهضبة تتوسط المدينة وتسمح لزوارها مشاهدة زرقة البحر أيضا « . من جهته ندد عمي الطاهر 65 سنة لما حدث معتبرا الأمر خطير جدا ، إذا لم تتحرك السلطات المحلية لمحاسبة المتسببين في تهديم القبة، معتبرا القبة أحد الأماكن المفضلة، التي يجلس فيها يوميا موضحا أن اسم 7 رقود أطلق نسبة لأسطورة حضرية عن 7 أشخاص دخلوا في نوم عميق بالمنطقة، منذ مئات السنين لم يعرف تاريخها بالتحديد ، هذه الرواية المقتبسة من قصة أصحاب الكهف في القرآن الكريم ، ليتم دفنهم ، وتشييد قبة بها سبعة أقواس تعبيرا على أهمية المعلم. في سياق متصل كشفت مصادر مطلعة بأن عائلة «بومعيزة « طالبت في بداية السبعينيات باسترجاع القطعة الأرضية التي تضم معلم 7 رقود ، بدخولها في نزاع قضائي مع مصالح أملاك الدولة، مدعين بأنهم يحوزون على وثائق ملكية لهذه القطعة الأرضية التي تتعدى مساحتها 7 هكتارات التي تمتد من « باب الزيار» المعروفة بتسمية «جبانة بني مزاب» إلى جنان «الجزار» المنطقة السهلية التي كانت تضم «القبة»، قبل أن تقوم السلطات المحلية بانجاز فندق سيبوس الدولي، وتقول مصادرنا بأنه تم نقل رفات أحد القبور إلى محيط الفندق آنذاك . وراسل المعنيون وفقا لذات المصادر المصالح الإدارية المحلية وسلموا لها ملفات كاملة، لكنهم لم يتلقوا أي رد منهم، وهم يطالبون بالتدخل لاسترجاع القطعة الأرضية ، إلى أن تم رسميا استرجاع القطعة من قبل مصالح أملاك الدولة،التي منحت جزء من الموقع لإنجاز فندق « شيراطون عنابة «. وكشف مصدر مسؤول للنصر بأن المصالح المعنية تنقلت أمس إلى موقع تهديم القبة مباشرة بعد تلقيها الخبر ، حيث ثم فتح تحقيق بشأن القضية كي لا تأخذ نفس منحى تهديم المدفعين بحي « كاروبيي» ، اللذان تم نقلهم إلى وجهة مجهولة ، يحدث هذا حسب متتبعين في ظل غياب هيئات فاعلة تعمل على حماية هذه الآثار . وقد حركت حادثة تهديم معلم « كاروبي « العام الفارط الرأي العام المحلي، دفاعا على هذا الموقع الأثري الذي يعود للحقبة الاستعمارية في خطوة تدل على الوعي بأهمية هذا الإرث الثقافي لدى الجيل الجديد، أين توقفت أشغال إقامة مشروع سكني بالموقع من قبل أحد الخواص والقضية لا تزال على مستوى القضاء للفصل النهائي فيها. وقد تعذر أمس الاتصال بالمسؤولين القائمين على القطاع لتصادف يوم التهديم مع عطلة نهاية الأسبوع.