نفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط ان تكون مصالحها قد قامت بعملية جس نبض ثم تراجعت عن موقفها بشأن استعمال اللغة الدارجة في التعليم الابتدائي مثلما روجت له بعض الصحف الوطنية، مؤكدة ان توصيات ندوة الإصلاحات الأخيرة لم تتضمن أي دعوة إلى حذف للغة العربية واستبدالها بالدارجة، وقالت ان ما تم تداوله بهذا الشأن تغليط للمجتمع. قالت بن غبريط ان ما تداولته صحف بشان قيام وزارة التربية الوطنية بعملية جس النبض ثم التراجع عن موقفها، تغليط للرأي العام ولا أساس له من الصحة، مؤكدة ان التدريس والتعليم باللغة العربية أمر لا رجعة فيه. وأوضحت بن غبريط على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ان من بين 200 توصية نتيجة عمل أكثر من 800 مشارك خرجت بها الندوة الوطنية حول تطبيق إصلاحات المنظومة التربوية المنعقدة يومي 24 و25 جويلية، لا توجد توصية تنادي بحذف اللغة العربية أو استبدالها بالعامية. وكذبت الوزيرة ادعاءات بعض الصحف من ان فيديو للندوة الصحفية لعرض التوصيات في بعض الصحف محذوف، مؤكدة ان هذا الأخير موجود على قناة الوزارة على "يوتوب" وصفحتها على فيسبوك، مشيرة الى ان تصريح مستشار الوزارة خلال الندوة الصحفية، لا يتمثل في قرار وإنما توصية من بين 200 توصية ستخضع للتلخيص، ثم الاقتراح على مستوى الحكومة، معربة عن أسفها لتعرض هذه التوصية لتأويل خاطئ ومغالطات تداولت على نطاق واسع. وواصلت بن غبريط التوضيح، ردا على ضجة كبيرة احدثها موضوع استعمال الدارجة في التعليم، قائلة ان الملاحظة التي توصل إليها الجميع هي نقص التحكم في "المواد الأساسية" متمثلة في اللغة العربية والرياضيات واللغات الأجنبية، مؤكدة ان غايتها هي الوصول إلى أحسن تحكم في هذه اللغات، وعليه تمت عن طريق الندوة الوطنية استشارة مختصين وخبراء. ومن بين التوصيات المقترحة "التركيز على الرصيد اللغوي للطفل والمنبثق من لغته الأم حين بداية تمدرسه في التحضيري". ودعت بن غبريط الجميع إلى مرافقتها في مسعى بناء مدرسة حديثة، لا يقتصر دورها على تلقين الكفاءات الضرورية لتكوين الأجيال القادرة على المساهمة في تطوير البلاد وإنما أيضا تلقين قيم أخلاقية وقيم المواطنة وذكرت بن غبريط بما تضمنته كلمتها الختامية في الندوة من التزام مصالحها بالشفافية، وقالت أنه من حق المجتمع أن يعلم ما نحن فاعلون بأبناءه، من خلال تقارير سنوية تتعلق بمدى تطبيق نتائج التقييم، ومن واجب كل واحد العمل على جعل المدرسة ذلك الفضاء الجذاب والحيوي. وأشارت بن غبريط الى تحديات يواجهها القطاع لم يعرفها من قبل، تفرض من كل واحد اليقظة وروح المسؤولية حتى نتمكن للتمكن من احباط كل المحاولات التي تريد ضرب استقرار، ليس المدرسة فحسب باعتبارها مكانا لتلقين المعرفة وتكوين النخبة، بل حتى بلادنا التي تقع في محيط جيوسياسي يتميز بعدم الاستقرار.