سيجتمع النواب المعارضين للأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني داخل قبة البرلمان في الدورة الخريفية المقبلة لتأسيس كتلة موازية للكتلة التي يترأسها جميعي، وسيرهن هذا الإنشقاق مشاريع حكومة سلال التي تعودت تمرير مشاريعها بأصوات حزب الأغلبية. تصدع بيت الأفالان وانشقاقه سيمتد لقبة ولد خليفة التي ستفتتح دورتها الخريفية على وقع صراع حزب الأغلبية، بعد أن قرر النواب المحسوبين على الجناح المعارض لعمار سعداني تشكيل كتلة موازية للكتلة التي يترأسها جميعي، وستؤثر تداعيات هذا الإنشقاق إن تم، على قانون المالية التكميلي الذي ترفضه كتلة جميعي ويؤيده معارضو سعداني، ولن يتوقف الأمر عند قانون المالية التكميلي، الذي أثار الكثير من الجدل قبل التصويت عليه، بل سيتعداه مشاريع قوانين أخرى مرهونة بهذا الصدع، وسيجد وزراء حكومة سلال أنفسهم في ورطة، بعد أن كان تمرير المشاريع محسوما مسبقا بأصوات حزب الأغلبية التي مررت مشاريع أثارت جدلا واسعا داخل البرلمان ولدى الرأي العام. وفي موضوع آخر، ينتظر خصوم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني قرار مجلس الدولة في طعن رفعوه بخصوص عدم شرعية المؤتمر العاشر وقائمة اللجنة المركزية التي لم تنشر بعد، مؤاخذين على سعداني التلاعب بقائمة اللجنة المركزية وعدم ضبطها ونشرها في آجالها المحددة. ورغم الخيبات التي مني بها هذا الجناح في المحاكم سابقا، يبقى مصرا على التشويش، ويعول على قرار العدالة وعلى أدلة –مثلما يقول- أهمها أن القواعد لم تنتخب عددا من أعضاء اللجنة المركزية، ومنهم من كانوا ينشطون في أحزاب أخرى غير الأفالان، إلى جانب مشاركة غرباء في المؤتمر العاشر. وأودع خصوم سعداني طعنا لدى مجلس الدولة مرفوقا بعريضة وقعها 70 معارضا، بينهم أعضاء سابقون في اللجنة المركزية ونواب في الغرفتين ووزراء سابقون، ويؤاخذ هؤلاء على سعداني التلاعب بقائمة اللجنة المركزية وعدم ضبطها ونشرها، والتي من المفترض أن تنشر بعد 15 يوما من تشكيل أعضائها، وتضم 504 أعضاء، بين من تمت تزكيتهم وآخرين معينون من الأمين العام للحزب. وتعبر هذه الخطوة حسبهم عن رفض تلاعب سعداني بقائمة اللجنة المركزية، هذا الأخير المتهم بشطب أسماء وتعيين أسماء أخرى في القائمة إلى حد اليوم، وضمت قائمة الموقعين على العريضة، قيادات سابقة في الحزب وأعضاء في اللجنة المركزية، منهم عبن الرحمان بلعياط وعبد الكريم عبادة وابراهيم بولحية وصالح قوجيل ورشيد حراوبية والنواب بوعلام جعفر ومعاذ بوشارب وآخرون.