حركت الوزيرة نورية بن غبريط الساحة السياسية الراكدة، ولقي اقتراحها بإدراج العامية في مناهج التربية، اهتماما واسعا لدى أهل الاختصاص من قطاع التربية، وتعدى كونه جدلا إعلاميا واجتماعيا على صفحات الفايسبوك، إلى مواقف رسمية لأحزاب سياسية، اختلفت بين رافض ومؤيد، وكمحطة أخرى لهذا الموضوع، ظهور فتنة بين الأحزاب بعد أن سار حزبا الأغلبية "الآفلان والأرندي" على خطى أحزاب إسلامية ورفعا الغطاء السياسي عن الوزيرة ، بل ولمحا إلى عدم معارضتهما أي قرار يصب في اتجاه تصحيح الوضع المختل الذي أفرزته سياسة الوزيرة التي لم تستشر الحكومة في ذلك. حزب العمال: رافضو مقترح بن غبريط لم يقدموا تبريرات بيداغوجية في انتظار قرار رئيس الجمهورية، بشأن مستقبل وزيرة التربية على رأس القطاع بعدما مزقته بقراراتها الأحادية، يتشبث حزب العمال بموقفه الدفاعي عن الوزيرة بن غبريط وتوصيات المنظومة الوطنية لإصلاح التربية، وصرح النائب رمضان تعزيبت للجزائر الجديدة، أن جميع الأحزاب والشخصيات التي عارضت مقترح بن غبريط لم تقدم أي تبريرات بيداغوجية، ما عدا الحديث عن المساس باللغة العربية، معتبرا أنها شعارات جوفاء بالنسبة لحزب العمال، وفي الوقت ذاته ثمن المقترح وقال إنه جاد، ويقوم على معطيات مدروسة،وهو مكسب للتلاميذ ولا مانع بيداغوجي لتطبيقه، واستغرب ممن يعتبرونه جدلا إيديولوجيا، وتساءل تعزيبت عن آخر المواقف في هذا الموضوع التي صدرت عن حزبي الأغلبية الأفلان والأرندي، وقال "لا نفهم لماذا تهاجم أحزاب الحكومة وزراء الحكومة؟"، واستغرب غياب مواقفهما في مختلف القضايا التي تعيشها البلاد خاصة قضايا الفساد التي أثارت الكثير من الجدل وتشكل خطرا على كيان الأمة ومستقبل البلاد أكثر من مقترح بن غبريط الذي لا يعدو أن يكون وسيلة من وسائل تسهيل إندماج التلميذ في المدرسة. النهضة: مواقف الآفلان والأرندي متأخرة، محتشمة وليست رسمية رغم أن موقف حزبي الأغلبية من وزيرة التربية نورية بن غبريط، مفاجيء وغير منتظر خاصة وأنهما محسوبان على الموالاة حتى النخاغ، ولم تصدر لهما سابقا أية مواقف تنتقد قضايا مهمة إلا نادرا، غير أن المكلف بالإعلام بحركة النهضة محمد حديبي اعتبرها مواقف محتشمة وصادرة عن أشخاص ينتمون للحزب ولكن لا يمثلونها رسميا، على غرار المكتب الوطني للأرندي والمكتب السياسي للأفلان، ومع ذلك ثمن الموقفين رغم صدورهما في وقت متأخر بعد أن استنفد أهل الاختصاص والخبراء والسياسيون جهودهم في مناقشة الموضوع. وقال حديبي، إن المشكل ليس في شخص الوزيرة، بل في سياسة الدولة التي تنفذ أجندة خارجية وتهدف لخدمة أغراض أجنبية تسعى لطمس الهوية الجزائرية وكل ما يتعلق بها، مجددا موقف حزبه الرافض لهذا المقترح المخالف للدستور.