أبدت أحزاب المعارضة، الأربعاء، استعدادها التام لفتح باب الحوار الجدي مع السلطة، ووضعت نزاعاتها جانبا من أجل إخراج البلاد من أزمات تتخبط فيها على اكثر من صعيد، مبدية تخوّفها من تنقل وضع الجزائر من أزمة سياسية إلى اقتصادية ومنه إلى ازمة اجتماعية. وسجلت المعارضة حضورا مميزا وقويا خلال افتتاح أشغال الجامعة الصيفية لحركة الإصلاح ببومرداس، بما فيها "الفيس" المحظور، الذي أعرب عن نيته التامة في مصالحة الحكومة التي أبعدته عن الساحة السياسية سنوات التسعينات. أجمع رؤساء أحزاب المعارضة على ضرورة تكاتفهم ووضع يدهم في يد السلطة من أجل تغيير الوضع الراهن الذي تعيشه الجزائر في أحلك أيامها، وأكدوا أن "الحوار اللغة الوحيدة في مرحلة دقيقة تنبئ بخطورة قادمة تنتهي إلى سنوات عجاف. ولم يغب عن الجامعة الصيفية لحركة الإصلاح أيضا، دهينة، ممثل عن حزب طلائع الحريات لرئيسه علي بن فليس، منافس عبد العزيز بوتفليقة خلال الرئاسيات الأخيرة أفريل 2014 وممثلين عن جمعية العلماء المسلمين ونواب برلمانيين، وحملت أشغال الجامعة عنوان " الحوار السياسي الوطني، بين تعنت السلطة وضرورة مشاركة المجتمع المدني". ذويبي: على السلطة والمعارضة ركوب سفينة واحدة دعا الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، إلى العودة إلى بيان الفاتح نوفمبر في شقه الثاني المتعلق بتكريس الحريات وإعادة الحق للشعب الجزائري عبر صناديق الاقتراع، وقال "المعارضة لا تزال نائمة وطموحاتها العودة إلى بيان أول نوفمبر الذي تفاعل معه الشعب الجزائري أيام الدماء والسجون والإعدام"، وحمّل الحكومة أسباب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الجزائر "2500 مليار دينار عجز الميزانية، هذه هي نتيجة 15 سنة من الحكم.. أموال المحروقات أشتريت بها الذمم"، ودعا السلطة والمعارضة لركوب سفينة واحدة، مبديا استعداد المعارضة لفتح حوار جاد ومسؤول يبحث مستقبل البلاد. بحبوح: مستعدون للتحاور مع السلطة التي اتهمنا بالخيانة وزعزعة البلاد أعرب وزير الفلاحة الأسبق، رئيس حزب إتحاد القوى الديمقراطية الاجتماعية نور الدين بحبوح، عن استعداده التام كرئيس حزب معارض للتحاور مع السلطة، رغم اتهام المعارضة بالخيانة وزعزعة أمن البلاد، وقال "المعارضة مستعدة لفتح حوار حقيقي مبني على مشاركة الطبقة السياسية بكل توجهاتها"، مبديا أسفه وتخوفه من الأوضاع التي آلت اليها البلاد، والتي لم تعد تبشر بخير، ما يتوجب على السلطة حسبه أن تفتح حوارا يخرج الجزائر من أزماتها وتبتعد عن تعنتها وتكبرها وهيمنتها، كما يتوجب عليها إشراك الرأي الآخر وحتى رأي كل المواطنين الجزائريين للخروج من الأزمة الخانقة". جيلالي سفيان: الانقسامات الإيديولوجية أكبر المخاطر وقال رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان أن "الجزائر باتت أمام لحظة الحقيقة، وبعد أسابيع أو شهور سنجد أنفسنا منهارين، فكل ما تقوم عليه الدولة أصبح هشا ومنهارا، لهذا يتوجب علينا تحمل المسؤولية تلقائيا وتقوية المعارضة التي يستلزم عليها إجراء قفزة نوعية والتحاور مع السلطة، واضعا الجزائر أمام تحدي الخروج من الأزمة من أوسع أبوابها، وتجاوز الإنقسامات الإديولوجية معتبرا المخاطر التي تعيشها البلاد أكبر منها". لعور نعمان: نخشى أن ننتقل من أزمة سايسية إلى إجتماعية وثمّن نائب حركة مجتمع السلم نعمان لعور دور الحوار وقيمته بين السلطة والمعارضة في الظروف التي تعيشها البلاد، وأبدى تخوّفه من إنتقال الأزمة السياسية إلى أزمة إجتماعية يمكن أن تلتهب على صفيح من نار إذ لم يتم الوصول إلى حلّ للأزمة الإقتصادية التي نعيشها، أمام تسجيل عجز في الميزان التجاري ب 8 ملايير دولار، إلى جانب انخفاض عملة الدينار، واصفا الوضع بالكارثي، وداعيا إلى ضرورة التحاور من أجل الوصول إلى بر الأمان وتقاسم المسؤولية الملقاة على الجميع. قمازي: الفيس مستعد للتحاور مع السلطة سجلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ أو ما يعرف ب "الفيس" المحظور، حضوره خلال افتتاح أشغال الجامعة الصيفية لحركة الإصلاح الوطني ببومرداس، وقال كمال قمازي، القيادي السابق جبهة الإنقاذ: "رغم تهميشنا سابقا، إلا أننا مستعدون لفتح باب الحوار مع السلطة من جديد، بعدما أغلق علينا منذ سنين"، وأعرب عن رضاه لما آلت إليه أوضاع الجزائر السياسية، ووصولها إلى مرحلة النضج بوضع المعارضة ليدها في يد السلطة خلال اجتماعها بمزفران.