اعتبرت أطراف من تنسيقية الأحزاب السياسية والشخصيات المقاطعة للرئاسيات أنها كانت سباقة للدعوة إلى حوار وطني بين مختلف مكونات الساحة السياسية بالجزائر لإيجاد حلول لأزمة تعيشها الجزائر، وأن الحوار الذي بدأت السلطة تتحدث عنه لابد أن يرتكز على مبادئ وضوابط محددة لتحقيق أهدافه. وقال الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي في تصريح ل"السلام"، إن أحزاب المعارضة ليس مستعدة للدخول في حوار وطني بدون ضوابط وأهداف وضمانات للوصول إلى نتائج واضحة تخدم كل الجزائريين، ورفض المتحدث أن يكون الحوار الوطني، الذي تدعو إليه السلطة مجرد استدرج للمعارضة نحو "مربع فارغ لا جدوى منه". واعتبر ذويبي أن مقاطعة مجموعة الأحزاب والشخصيات للرئاسيات ما كان إلا لتوجيه رسالة سياسية وبلورة مشروع سياسي، بدأ التحضير لأرضية سياسية مشتركة، في إطار حوار بين مختلف الأحزاب السياسية، كما تمت دعوة كل الأحزاب إلى الإشراك في الحوار الذي ستطلقه، ولفت الأمين العام لحركة النهضة إلى أن أي حوار لابد أن يأخذ بعين الاعتبار كل الملفات والقضايا العالقة التي يجب أن تطرح، على غرار العفو الشامل. وقال الناطق الرسمي والمكلف بالإعلام لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عثمان معزوز في تصريح ل"السلام" أن تنسيقية الأحزاب السياسية والشخصيات المقاطعة للرئاسيات أول من دعا إلى إطلاق حوار وطني بين مختلف مكونات الساحة السياسية بالجزائر من أجل إخراج البلاد من الأزمة العميقة التي تمر بها، وهي أزمة ستتعمق بعد ما أسماه "المهزلة" الانتخابية المرتبطة بالرئاسيات، وقال المتحدث إن الحوار الوطني لابد أن يشمل كل من يؤمن بضرورة التغيير والمرور بمرحلة انتقال ديمقراطي، هذه الأخيرة التي تعد الوسيلة الوحيدة والمتبقية لإخراج البلاد من حالة "الإنعاش". واعتبر الناطق باسم الأرسيدي أن نجاح الحوار الوطني مربوط بمدى مصداقية مختلف المشاركين فيه وحرصهم على مستقبل البلاد وتجندهم للخروج بمشروع حقيقي للأمة. ورد المتحدث حول إمكانية دخول أحزاب المعارضة في حوار وطني مع السلطة بالقول إن هذه الأخيرة متعودة على خنق كل المبادرات السياسية التي تأتي من المعارضة، وهو ما يستدعي –حسبه- الحذر من كل تلاعبات النظام. وكان رئيس تجمع أمل الجزائر عمار غول دعا بدوره إلى فتح حوار لكل المؤيدين والمعارضين لإعطاء مقترحات تسهم في توسيع الفعل السياسي بالجزائر وتحقيق التوافق الإيجابي مع المعارضة.