اعتبر الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، أن منطق الولاءات والمحاصصة واللوبيات لايزال يفرض نفسه في تعيين الولاة والوزراء. وقال ذويبي، في افتتاح الجامعة الصيفية بجيجل، تحت شعار ”التحول الديمقراطي آفاق ورهانات”، بحضور قيادات سياسية من الخارج من المغرب وتونس، أن الأزمة التي تعيشها الجزائر وحالة التخبط في الشرعية، ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى عشية الاستقلال، بسبب فرض خيارات على الشعب الجزائري واستغلال الظرف والمحنة التي عاشها الشعب في ممارسة الوصاية عليه، وتابع بأن كل المؤشرات تقول إن السلطة لم تعد لها خيارات تواجه بها حقيقتها المرة التي طالما غررت بالشعب واستعملت المناورات في تدليس حقيقة فشلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تسيير الدولة، لا سيما الفشل الاقتصادي، ورهن الجزائر للريع البترولي والابتزاز من قبل الخارج. وأبرز الأمين العام لحركة النهضة فيما يخص المعارضة، أن تكتل المعارضة صمام أمان للجزائر في حاضرها ومستقبلها، مضيفا أنه منذ الاستقلال لم يجلس الجزائريون إلى بعضهم البعض ولم يتحاوروا مع بعض ولم يحددوا أولويات مرحلتهم وقواعد عملهم وأهدافهم الاستراتيجية، معتبرا ذلك مكسبا كان الأولى للسلطة أن تفكر بجد في أن ترقى بهذا العمل السياسي وترعاه بما يخدم مستقبل الأجيال المقبلة، ”لكن السلطة تستمد شرعيتها من تفرق المعارضة وبث الفرقة فيها وإيهام الرأي العام بأنها غير ناضجة ولا تستحق الحوار”. وعن التراشق الإعلامي الحاصل داخل التنسيقية، خاصة بعد لقاء رئيس حمس مع رئيس ديوان الرئاسة أحمد أويحيى، ذكر المتحدث بالاتفاق الذي تحدث بأن لا تذوب الأحزاب فيها، فلكل برنامجه وأهدافه، وأن لا يكون هناك زعيم لهذه التنسيقية، بما يجعل المعارضة قوية وراشدة وتعيد جدار الثقة في الفعل السياسي. وتابع تعليقا على التغييرات الأخيرة التي أجراها بوتفليقة في سلك الولاة والحكومة، بأن السلطة تمارس سياسة الهروب إلى الأمام للتملص من المسؤوليات التي نتجت عن ممارسات خاطئة من فساد ونهب وهدر لثقة المواطنة في مؤسسات، وقال إن ”منطق الولاءات والمحاصصة واللوبيات لازال فارضا وجوده، وليس منطق الخدمة العمومية والكفاءة المهنية وروح المسؤولية”. وبخصوص التصريحات الأخيرة لساركوزي، اعتبر ذويبي أنها دعوة لتونس قصد التحرش بالجزائر، وقال: ”يامن تستمدون شرعيتكم من فرنسا وترتكزون عليها كقاعدة للحكم وليس الشعب، آن لكم أن تنظروا وتعتبروا للمواقف الفرنسية التي لا تترك فرصة إلا وتنتقص وتهين الجزائر. لماذا نتنازل بهذه الطريقة؟”.