أثارت عودة "مشروع التحالف" للدفاع عن الرئيس وبرنامجه إلى الواجهة، كثيرا من التساؤلات حول الجدوى من هذه المبادرات، وما إذا كان الرئيس بوتفليقة بحاجة لها، وهل هذا التحالف قادر على تجاوز إخفاقات التحالف السابق، أم أنه سيلقى نفس مصير المبادرات السابقة بالنظر إلى الحساسيات تغلفها. ترى المعارضة، أن الساحة السياسية، "أصيبت بالتخمة"، نتيجة تعدد المبادرات السياسية الداعية إلى دعم الرئيس، بينما أجمعت أحزاب الموالاة على أن الرئيس "بحاجة لمن يكمل معه المسيرة إلى غاية 2019" . وقال رئيس الكتلة البرلمانية للأرندي بالمجلس الشعبي الوطني محمد قيجي في تصريح ل " الجزائر الجديدة "، إن الرئيس بحاجة لمن يدعمه خاصة في الظرف الراهن بالنظر للأزمة الاقتصادية القائمة التي أدخلت الحكومة في أزمة سيولة حادة أفقدتها سيطرتها على الأوضاع، واستغلت المعارضة هذا الضعف ووظفته في صراعها مع السلطة. وأضاف قيجي قائلا، إن أحزاب الموالاة تسعى جاهدة إلى إحاطة محيطها بسياج منيع، وهي تستعد من خلال تشكيل قطب سياسي للرد على المعارضة التي تطالب برحيل السلطة الحالية رغم أن كل المعطيات الحالية تشير إلى أن حلفاء الرئيس "دخلوا في مرحلة جمود في الفترة الأخيرة بسبب الصراعات القائمة بينهم حول من سيقود قاطرة دعم الرئيس خلال الفترة المقبلة التي ستكون أصعب مرحلة تمر بها البلاد"، بدليل تصريحات القاضي الأول للبلاد التي أدلى بها خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير. وعن عودة "حرب المواقع" بين حزبي السلطة إلى الواجهة، بعد أن أبدى الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى تمسكه بالمبادرة التي اقترحها تاريخ عودته إلى الحزب، فيما اشترط سعداني أن يكون "الآفلان القاطرة"، وليس العربة في أي مبادرة، قال قيجي إن البيان الذي أصدره الأرندي أول أمس كان واضحا جدا، قائلا إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ليس في حملة انتخابية لنتنافس على من سيقود قاطرته، فالرئيس بحاجة إلى من يدعم برنامجه ومن يسانده لإكمال مسيرته إلى غاية 2019 خاصة في الظرف الراهن. من جهته، تساءل القيادي في حركة مجتمع السلم فاروق طيفورعن أسباب تباري أحزاب الموالاة والسلطة في طرح مبادرات " فارغة " من أي مضمون سياسي أو اقتصادي يقدم حلولا ملموسة للازمة ويرفضون الاعتراف بها ولكنهم يتبارون في الميدان على من يكون الأقرب إلى عبد العزيز بوتفليقة، والغريب في الأمر على حد قوله أنهم تمحوروا جميعا في وقت سابق وراء مرشح العهدة الرابعة وأداروا حملته الانتخابية خلال رئاسيات أفريل 2014، ولذلك يفترض سياسا أنهم متحالفون حول الرئيس وبرنامجه، فما هو الأمر الذي يجعلهم يتسابقون إلى عرض مبادرات هدفها الأساسي الاقتراب من السلطة. وأضاف القيادي في حمس، قائلا إن المعارضة استطاعت في وقت سابق الاجتماع على مبادرة واحدة تحمل مقاربة واقعية وشاملة لحل الأزمة السياسية والاقتصادية للبلاد مسجلة علامة تاريخية مسجلة في مسار السياسة الجزائرية.