يطرح التحالف الرئاسي الجديد بين أحزاب الموالاة تساؤلات كبيرة حول مصير هذا التحالف، الذي قد يكون مشابها لمختلف المبادرات التي أفرزها الحراك السياسي مؤخرا بداية بتنسيقية الانتقال الديمقراطي إلى مبادرة الأفافاس وحركة البناء الوطني، وصولا إلى الدور الذي يلعبه الأفلان بإعلانه بعد لقائه مع رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عن ميلاد تكتل جديد جاء وسط تجاذبات سياسية عديدة من شأنها إحداث تغيير في الواجهة السياسية. وحسب مراقبين، فإن هذا التحالف قد يواجه نفس المخاض الذي عاشته مختلف المبادرات السابقة، حيث إن إعلان سعداني عن تكتل جديد يضم الأحزاب التي دعمت الرئيس خلال حملته الانتخابية لولاية رابعة يجعله أمام رهان استقطاب أحزاب السلطة والأحزاب المحايدة، رغم أن قيادات الأرندي ثاني قوة سياسية يعرف برودة في العلاقة مع الأفلان، حيث نأى بن صالح بنفسه عن هذه التجاذبات، وفضل العمل بعيدا عن أي تحالفات لإنقاذ برنامج الرئيس، ونفس الوضع مع زعيمة حزب العمال التي يستحيل أن تقبل بمبادرة أو تحالف يديره سعداني، لاسيما بعد أن فتحت النار مؤخرا عليه لمطالبته بأن يقود الحكومة حزب الأغلبية ودفاعه عن شرعية البرلمان، والحديث باسم الرئيس...، إلى جانب مواقف متناقضة مع أحزاب أخرى مثل التغيير وحزب موسى تواتي، التي لن يكون سهلا أن تنصهر ضمن هذا التكتل الذي يقوده الأفلان، باعتباره صاحب المبادرة ويريد أن يقودها، وهو ما لمح إليه سعداني حينما أكد أنه كان السباق لإطلاق مبادرة لقاء الأفافاس للبحث عن حلول للأزمة، لكنه تبرأ من عقد أي توافق مع الحزب حين قال "ما يقوم به الأفافاس يخصه وحده، ونحن لم نخرج بأي قرار بعد"، مما يجعل إمكانية إعادة شاكلة التحالف الرئاسي للسلطة ولمها تحت سقف واحد يقود قاطرته الأفلان أمرا مستبعدا، حيث سيضع تصلب مواقف قيادات هذه الأحزاب التي ستشكل "التحالف الجديد" هذا المشروع في موقف حرج بين أحزاب ترفض تولي عمار سعداني تزعم التحالفات، وتصطدم بمنطق الزعامة، وبين أحزاب دعمت الرئيس في حملته الرئاسية فكيف سيكون موقفها، وهل ستدير ظهرها لهذا المشروع الذي انطلق من فكرة الدفاع عن شرعية الرئيس ومؤسسات الدولة؟.