ذكر ضابطان سابقان وخبير امني لوكالة فرانس برس ان الامارات ارسلت سرا نحو 300 من المرتزقة الكولومبيين للقتال نيابة عن جيشها في اليمن، ودفعت مبالغ كبيرة لتجنيد جيش خاص من الجنود الجنوب اميركيين المدربين والمتمرسين على القتال. وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها ان خبرة الجنود الكولومبيين السابقين في قتال المليشيات اليسارية وتجار المخدرات في بلدهم شجع الامارات على الاستعانة بهم نظرا لان جيش الامارات قليل الخبرة نسبيا. وتشارك الامارات في التحالف العربي الذي يقاتل المتمردين الحوثيين في اليمن. وقال ضابط سابق في الجيش الكولومبي لوكالة فرانس برس في بوغوتا ان "الجنود الكولومبيين معروفون بمهاراتهم القتالية نظرا لأنهم تدربوا على قتال المليشيات". واضاف "الكولومبيون لديهم سنوات عديدة من الخبرة في خوض الحروب". ويزيد تواجد جنود كولومبيين في النزاع اليمني الدامي، من الوضع المعقد في الحرب التي تجري بالوكالة ما بين ايران التي تدعم الحوثيين والتحالف العربي الذي تدعمه الولاياتالمتحدة بقيادة السعودية. وغالبا ما تلجأ شركات الامن الخاصة في العالم لتوظيف الجنود الكولومبيين في مناطق النزاع ومن بينها العراقوافغانستان والسودان. وكان الضابط السابق وهو رجل عمره 48 عاما ترك الجيش في اواخر التسعينات، وعمل في السابق في شركة بلاكووتر التي اثارت الجدل والتي غيرت اسمها الى "اكاديمي". وكانت وزارة الدفاع الاميركية تعاقدت مع الشركة لتوفير الخدمات العسكرية والامنية في العراق. انضم الى الشركة في العام 2004 وسط ما وصفه ب"الطفرة في تجنيد الكولومبيين للقتال في العراق"، وعمل في افغانستانوالامارات وقطر وجيبوتي. ويعتبر جنود اميركا اللاتينية مفضلون لدى شركات مثل بلاكووتر، حيث يقول الضابط السابق "بلغ عدد المتعاقدين مع الشركة في العراق في الفترة من 2004 و2006 نحو 1500 من كولومبيا، والف من البيرو، و500 من تشيلي، و250 من السلفادور". واضاف انه ابتداء من 2010 تقريبا بدأت الامارات في تجنيد الكولومبيين لتشكيل جيش خاص في قاعدة وسط الصحراء تدعى مدينة زايد العسكرية. ويحصل الكولومبيون من قادة القوات الخاصة او قائدي المروحيات في شركة بلاكووتر على مبلغ 3300 دولار شهريا، اي اقل بخمس مرات من المبلغ الذي يتلقاه المتعاقدون الاميركيون، ولكنه يعتبر ثروة صغيرة بمعايير كولومبيا. واضاف انه "لم يتم تجنيدهم لخوض مهمات قتالية بل للقيام بمهام الامن والحماية. ولذلك فانهم لا يعتبرون مرتزقة". 120 دولار اضافية يوميا ولكن قبل شهر قرر نحو 300 من بين هؤلاء الذين تجندهم الامارات "التطوع" للمشاركة في القتال كمرتزقة في جنوب اليمن، وتم نشرهم في ميناء عدن، بحسب المصدر. وجاء ذلك بعد مقتل 30 جنديا اماراتيا في اليمن في هجوم صاروخي القيت مسؤوليته على المتمردين الحوثيين. وقال المصدر ان الامارات خططت في البداية لارسال 800 كولومبي، الا ان المجندين رفضوا ذلك، واشتكوا من ان القتال في اليمن يتجاوز شروط عقودهم الاصلية. واضاف "كان من المفترض ان يشارك الكولومبيون في تلك المعارك دون ان يلاحظهم احد بوصفهم جنودا اماراتيين، وقد دفع ذلك عددا كبيرا منهم الى رفض الخدمة (..) وقالوا ان عقودهم تقضي بعملهم في الامارات وليس القتال في حروب نيابة عن اخرين". وقال ان الامارات حاولت اغراء هؤلاء المجندين من خلال اقتصار مناوباتهم على ثلاثة اشهر، وعرض دفع 120 دولارا اضافية عن كل يوم قتال. ولم يقتل اي كولومبي في اليمن حتى الان، بحسب المصدر الذي نفى تقارير نشرتها وسائل اعلام مرتبطة بالحوثيين بان كولومبيين قتلوا في اليمن. وذكر مصدر كولومبي اخر هو خبير الشؤون الامنية جون مارولاندا ان الراتب السخي الذي تدفعه جهات خارجية يتسبب في فقدان الجيش الكولومبي للخبرات العسكرية المدربة بسبب ضعف الرواتب. وقال "في العام 2011 بدأ الاشخاص المدربون بشكل جيد في المغادرة". واضاف "الامارات تشارك في التحالف من خلال ارسال مرتزقة بشكل سري الى اليمن. وصحيح ان من بين هؤلاء المرتزقة جنود سابقين في الجيش الكولومبي". وذكر ضابط كولومبي سابق طلب عدم الكشف عن هويته ان ذلك "خلق عددا كبيرا من المشاكل" لوزارة الدفاع الكولومبية. وصرح لفرانس برس ان "افضل الضباط يتوجهون الى الامارات التي لا تجند مواطنيها وتفضل تجنيد الاشخاص الجاهزين والمتخصصين". وخاض الجيش الكولومبي على مدى خمسة عقود نزاعا ضد الجماعات اليسارية المتمردة. وأدى النزاع الى مقتل اكثر من 220 الف شخص، وكانت كتائب الاعدام ومهربي المخدرات اطرافا فيه. واعرب مبعوث الاممالمتحدة الخاص الى اليمن اسماعيل ولد شيخ احمد عن قلقه البالغ بشان انتهاكات وقف اطلاق النار الهش في اليمن، الا انه اكد استمرار محادثات السلام بين الاطراف المتحاربة والتي تجري في سويسرا. واعرب شيخ احمد عن "القلق البالغ من الانتهاكات العديدة لوقف القتال"، بحسب ما افاد مكتبه الجمعة. وجاءت تعليقاته بعد ان بدا ان وقف اطلاق النار الهش قد انهار بعد سيطرة القوات الموالية للحكومة على بلدتين كان يسيطر عليهما الحوثيون، بينما اتهم التحالف العربي بقيادة السعودية المتمردين بتصعيد النزاع من خلال اطلاقهم الصواريخ. ودعا المبعوث الخاص "جميع الاطراف الى احترام الاتفاق والسماح بالدخول دون عوائق الى البلاد لتوزيع المساعدات الانسانية الى اكثر المناطق تضررا في اليمن".