مع تزايد حضوره في التظاهرات الدولية الكبرى، يجد الشريط المرسوم الجزائري فرصة جديدة للبروز من خلال معرض بانورامي يستعرض كل مسيرته بكتّابه ومواضيعه وأساليبه في معرض كبير بمعهد العالم العربي بباريس. تعد التجربة الجزائرية في مجال الشريط المرسوم فريدة من نوعها في العالم، وتزخر اليوم بإمكانيات إبداعية هائلة هي في تطور مستمر، وفي السنوات الأخيرة، تألقت في العديد من المهرجانات الدولية، ولقيت التشجيع من قبل جميع المحترفين والمختصين في هذا الفن. ويُنتظر من المعرض الذي ينظم حاليا في باريس بمعهد العالم العربي، أن يعزّز هذه الجهود الرامية لترقيته على الصعيد الدولي في بلد تعيش فيه جالية جزائرية كبيرة. ويشمل هذا المعرض الذي ينظمه المهرجان الدولي للشريط المرسوم بباريس، عشرات من اللوحات لحوالي خمسين مؤلفا، من أقدمهم إلى أصغرهم، وستقدّم للزوّار بانوراما حيّة عن تاريخ وحاضر هذا الفن في الجزائر.، وقد ظهر الشريط المرسوم الوطني بعد استقلال البلد بفضل مجموعة صغيرة من روّاد هذا الفن. وأوّل عمل، وكان يحمل شعار "حورية سيدي فرج" لمحمد عرام، نُشر عام 1967 في صحيفة "الجزائر الأحداث" في شكل قصة مسلسلة. وفي العام التالي، صدر أول ألبوم بعنوان "موسطاش وآل بلقاسم"، للرسّام سليم، الذي يُعتبر من الروّاد والذي لا يزال يبدع إلى يومنا هذا. وفي عام 1969، ثم تم إطلاق مجلة "مقيدش" التي عرفت نجاحا جماهيريا واسعا جدا حتى عام 1974، حيث توقفت عن الصدور، وكانت هذه المجلة الأولى من نوعها في إفريقيا والعالم العربي. وفي منتصف الثمانينيات، تأسس مهرجان برج الكيفان الذي جمع الرسّامين خلال ثلاث طبعات وساهم في التروّيج لإبداعاتهم، وبداية من ذلك التاريخ، انطلقت أولى التبادلات الدولية ونال المؤلفون الجزائريون جوائز في الخارج، إلا أن الأوضاع التي عاشتها الجزائر في وقت لاحق، حدّت كثيرا من النشاط الثقافي، ونتج عن ذلك أن الشريط المرسوم، مثل بقية الفنون، توقف عن الصدور، ومع حلول سنوات الألفين عاد تدريجيا للاستقرار، وشهدنا تحولا للوضع سمح للفنانين باستعادة زمام المبادرة، ففي عام 2008 أنشأت وزارة الثقافة المهرجان الدولي للشريط المرسوم الذي ساعد الفن التاسع على استئناف نشاطه وتوسيع نطاقه. هذا الإبداع ساهم في ظهور جيل جديد من المبدعين أضافوا موهبتهم إلى موهبة هؤلاء الروّاد الذين لم يتوقفوا عن النشاط، فالكتّاب الجدد شباب وأغلبهم من خريجي مدرسة الفنون الجميلة، حملوا معهم أنماطا جديدة في التعبير، ومن الأنواع المبتكرة نذكر "المانغا" الذي يلقى نجاحا بطريقة تناسب الثقافة الجزائرية ومعيشة الشباب وتطلعاتهم، كما شجّعت هذه الديناميكية على إنشاء عدد من المجلات ودور النشر المتخصصة وعلى إطلاق مبادرات مختلفة في التكوين، بما في ذلك في مجال الرسوم المتحركة.