في حوار جمع "الجزائر الجديدة" بحاسم أحسن رئيس بلدية ماكودة، الواقعة شمال عاصمة تيزي وزو، تحدّث هذا الأخير عن المشاريع التنموية الخاصة بالمنطقة في مختلف القطاعات لفائدة الصالح العام، والتي وصفها بالهامة قصد ضمان وجه حضري للبلدية والاستغناء عن الطابع الريفي الذي كان يغلب عليها سابقا، نظرا للمؤهلات التي تملكها وكذا موقعها الاستراتيجي الذي تتميز به فهي تعتبر همزة وصل لمعظم بلديات شمال الولاية حيث يربط الطريق الوطني رقم 71 ولاية تيزي وزوبأعفير بدلس ولاية بومرداس، والطريق الوطني رقم 72 الرابط بين عاصمة جرجرة وبلدتي تيقزيرت وأزفون، فيما يربط الطريق الولائي رقم 03 بين بلدية ميزرانة، ماكودة، وأغريب بالمنطقة المسماة لكريت، مؤكدا أن عملية الربط بالغاز الطبيعي والقضاء على أزمة مياه الشرب والتهيئة الحضرية تعتبر من أولويات المجلس البلدي وأنه على أتم الاستعداد لإعادة البلدية إلى أحسن أحوالها،وهذا بتحسين الظروف المعيشية للسكان، كما اغتنم الفرصة لطرح بعض العراقيل التي تحول دون تجسيد بعض المشاريع، والرد على انشغالات المواطنين. في بداية الأمر هلا قدمتم لنا نبذة تعريفية عن بلدية ماكودة؟ تقع بلدية ماكودة على بعد 25 كلم شمال مدينة تيزي وزو، تبلغ مساحتها الإجمالية 60كلم2،يقطن بها أكثر من 20.000 مواطن. وتعتبر بلدية ماكودة من البلديات العريقة والتاريخية بمنطقة القبائل تأسست عام 1946 حيث عرفت تاريخا جهاديا ونضاليا حافلا بالبطولات والأمجاد منذ أن دنست أقدام الاستعمار أرض الجزائر، حيث أنجبت العديد من الأبطال أمثال الشهيد البطل علي رابية، أكلي بابو، علي محند، وأعمر بصالح، الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل تحرير الجزائر. 3 سنوات تمر على توليكم رئاسة مجلس البلدية، فما هي أهم الانجازات التي قمتم بها؟ أولا أشكر يومية "الجزائر الجديدة" على اهتمامها بنقل انشغالات المواطنين للمسئولين المحليين، ثانيا منذ تولينا رئاسة البلدية سنة 2013 قمنا بانجازات متنوعة لخدمة مواطني بلدية ماكودة منها الطابع الاجتماعي المتمثل في تكريس تقاليد كانت غائبة سابقا رغم حتمية وجودها في أي مجلس كوضع آلية عمل بين المنتخب والمواطن عن طريق الاستقبال الجيد له والاستماع لانشغالاته في كل مكان وليس بالضرورة في المكتب فقط، فهذه التصرفات البسيطة توفر جوا من الراحة والطمأنينة لدى المواطن، إضافة إلى نشر ثقافة الاعتناء بالبيئة والمحيط وذلك بتنظيم حملات توعية حيث تعتبر هذه المبادرة الأولى على المستوى الولائي،كما كانت العملية مجدية ونافعة فنحن نعمل كل ما في وسعنا للقضاء على النفايات بالبلدية وإعطاء روح جديدة لها، إضافة إلى أنه تم عقد اتفاقية مع أحد الخواص من أجل فرز النفايات حيث تم تخصيص 3شاحنات للغرض ذاته . أما بخصوص التنمية الحضرية فقد استفادت البلدية منذ تولينا رئاسة المجلس بمشاريع هامة ساهمت في دفع البلدية إلى الأمام بعد الركود التنموي الذي كانت تتخبط فيه سابقا خاصة في فترة العشرية السوداء ليليها الربيع الأمازيغي الأسود سنة 2001، الذي خلف تأخرا كبيرا بالمنطقة. وقصد إعطاء طابع حضري للبلدية قمنا بسلسلة من الإنجازات منذ تولينا المنصب سنة 2013 والتي تمثلت في ربط أغلبية قرى البلدية بشبكة الغاز الطبيعي كما لا تزال العملية متواصلة لتشمل جميع القرى الباقية،ولهذا الغرض تم تخصيص مبلغ 99 مليار سنتيم، ففي مارس الفارط تم توصيل 240 منزل بماكودة مركز بالغاز إلا أن عملية الربط لم تكتمل ببعض القرى بعد بسبب معارضة أصحاب الأراضي وكذلك تأخر تسليم الشطر الثاني من الغلاف المالي لأصحاب الشركات المقاولة المكلفة بالمشروع إلا أننا تتداركنا الوضع ونطمأن المواطن بان عملية الربط ستصل نسبة 100 بالمائة في أخر السنة الجارية،أما بالنسبة لشبكة الأنترنيت فقد استفادت كل من قرية تزرارت، إليلان وسمغون في انتظار تعميم ذلك على باقي القرى نهاية الشهر الجاري. أما بالنسبة للموارد المائية فقد استفادت البلدية من وكالة جديدة للجزائرية للمياه بماكودة مركز السنة الفارطة كما أنه تم منذ بداية السنة الجارية إعادة تجديد قنوات المياه الصالحة للشرب وتوسيعه لتصل إلى نسبة 90 بالمائة قبل نهاية السداسي الأول من السنة حيث سيستفيد سكان قرية إشرعيون بمحطة ضخ المياه بطاقة 1000 متر مكعب وبلدية ماكودة مركز ب 800 متر مكعب قريبا، ومحطة أخرى بطاقة 700 متر مكعب بقرية ثالة بزرووبذلك سيودع السكان أزمة المياه بعدما كانوا يحصلون على هذه المادة الحيوية عن طريق الينابيع الطبيعية . وفيما يخص قطاع التربية ببلدية ماكودة، كما تعلمون، فهي تتكفل فقط بالمدارس الابتدائية، وفي هذا الشأن سيتم فتح ابتدائية بحي 20 مسكن بمنطقة المسماة أزغار،وإكمالية جديدة بقرية عطوش هي في طور الانجاز أين سيتم تسليم هاتين المنشئتين في سبتمبر المقبل، إضافة إلى تدعيم كل من قرية سمغون، ستيتا وثالة بوزروبأربعة أقسام إضافية، كما قمنا بترميم أغلبية المدارس الأخرى وإعادة تجهيزها بالتجهيزات الضرورية كالطاولات، الكراسي، مكاتب المعلمين، الخزائن وغيرها . أما عن النقل المدرسي، لا تزال بلدية ماكودة تعاني من هذا المشكل، فالحافلات المتواجدة حاليا والتي يقدر عددها ب 8، لا توفي احتياجات التلاميذ، ما حتم علينا استئجار 3 حافلات خاصة قصد التخفيف من معاناة اليومية للتلاميذ خاصة في فصل الشتاء، كما أن البلدية تحمل على عاتقها تركيب وإصلاح الإنارة في هذه المدارس الابتدائية. ولا تزال العديد من المشاريع قيد الدراسة، والتي ستمس قطاعات أخرى كقطاع النقل،الشباب والرياضة حيث رصدت مصالح البلدية مبالغ مالية هامة من ميزانيتها قصد الرقي بقراها ومن ثم تحسين المستوى المعيشي للمواطن. يشتكي المواطنون من نقص الرعاية الصحية وهذا ما رصدناه من خلال احتجاجاتهم المتنامية فما هوتفسيركم لذلك؟ أنا أوافقكم الرأي فبلدية ماكودة تعاني من نقص الرعاية الصحية شأنها شأن جميع بلديات ولاية تيزي وزو،حيث أن المركز الصحي المتواجد حاليا غير كفيل بسد حاجيات المرضى خاصة مع التعداد السكاني الذي فاق 20 ألف نسمة،وفي هذا الشأن طالبنا من مديرية الصحة والسلطات الولائية، تخصيص غلاف مالي قصد إنجاز مستشفى جواري عمومي مجهز بأحدث التجهيزات خاصة وأن بلدية ماكودة لديها الكثير من الأوعية العقارية الملائمة لانجاز مثل هذا الصرح الصحي ليقصدها مرضى البلديات المجاورة قصد تخفيف الضغط المتواصل على المستشفى الجامعي محمد النذير بتيزي وزوومستشفى تيقزيرت،إضافة إلى تدعيم العيادة الحالية بسيارات إسعاف حيث تعاني هذه الأخيرة من نقص وسائل النقل الصحي حيث تملك حاليا سيارة إسعاف واحدة. ما هو جديد المشاريع السكنية بالبلدية ؟ إستفاد سكان بلدية ماكودة من 1500 سكن ريفي منذ سنة 2009 لكن طبعا هذا غير كافي بالمقارنة مع زيادة السكان وبالتالي زيادة الطلب الملح على السكن علما أن الطلبات المودعة تجاوزت 1000 طلب العام المنصرم . ومن جهة أخرى تعاني البلدية من نقص فادح من مشاريع السكن الاجتماعي حيث وصلت قائمة الملفات إلى 800 طلب في حين أن البلدية لم تستفد سوى من 70 سكن إلى حد الآن وهذا قليل جدا مقارنة بعدد الطلبات وفي هذا الشأن قمنا بمراسلة الوالي قصد تخصيص 200 سكن اجتماعي إضافي . كيف تواجه البلدية مشكلة البطالة التي أرقت شباب المنطقة؟ البطالة مشكلة وطنية كبيرة تعاني منها جل المجتمعات المتحضرة منها والنامية لكن بالنسبة لنا نحن في ماكودة، نحاول أن نمتص هذه الظاهرة بالتعاون مع مختلف الخواص والمستثمرين الذين سيشرعون في الاستثمار بالمنطقة قريبا وبالتالي المساهمة في الحد من مشكل البطالة عن طريق توفير عقود عمل . أما تشغيل الشباب عن طريق مناصب الإدماج فقد ساهمت البلدية بتوظيف 80 موظفا من تقنين، مهندسين،وإداريين منذ 2013 وذلك بمقر المجلس الشعبي البلدي، قصد توفير الخدمة العمومية اللائقة للمواطن، إضافة إلى مشروع 200 محل تجاري بقرية تزرارت الذي ستنطلق أشغاله قريبا والذي سيساهم في تشغيل الشباب وبالتالي سيدفع بعجلة التنمية بالمنطقة. تعاني بلدية ماكودة من نقص المرافق الترفيهية فماهوتفسيركم لذلك؟ إستفادت بلدية ماكودة من مشاريع هامة بقطاع الشباب والرياضة بما في ذلك الملعب البلدي المتواجد بالمنطقة المسماة ثغيلت نزعتر والذي سيجهز بالعشب الاصطناعي من الجيل الخامس إلا أن هذا المشروع يشهد حاليا معارضة أصحاب الأراضي المحاذية للملعب إلا أننا سنتخذ كل الإجراءات القانونية لإكمال المشروع بما في ذلك استخدام القوة العمومية كما أنه تجدر الإشارة إلى أن بلديتنا تضم عددا معتبرا من الرياضيين الذين حازوا على ألقاب وطنية في مختلف الرياضات الفردية والجماعية وبذلك يتوجب علينا الاهتمام بهذه الفئة عبر توفير ظروف ملائمة لتشجيعهم . كما أننا بصدد إتمام أشغال إنجاز مكتبة عمومية مجهزة بقاعة أنترنيت وقاعة للمطالعة، ليتسنى لشباب المنطقة قضاء أوقات فراغهم خصوصا ونحن مقبلين على العطلة الصيفية، إضافة إلى مشروع إنجاز حديقة عمومية كمنتزه للعائلات والأطفال. ما هي أهم المشاريع المسطر إنجازها لهذه السنة ؟ لقد سطرنا مشاريع في عدة قطاعات ففيما يخص قطاع الأشغال العمومية سيتم تهيئة أرصفة البلدية وتعبيد الطرق بمجرد إتمام مشروع الربط بغاز المدينة، إضافة إلى إنجاز مقر جديد للبلدية والذي تجري حاليا أشغاله حيث تم الإنتهاء من أرضية المشروع والتي استهلكت 4 مليار سنتيم . كلمة أخيرة للمواطنين؟ مهمة المنتخب صعبة جدا انطلاقا من مقولة "إرضاء الناس غاية لا تدرك " فنحن نعمل مع الأعضاء والنواب واللجان من أجل النهوض وإعطاء وجه جديد لبلدية ماكودة ولعل التشاور والحوار من مقومات نجاح أي مسؤول والبلدية ليست فرصة لجني الثروة بل هي جسر لإرضاء سكانها كما نشكر كثيرا جريدة "الجزائر الجديدة" على الزيارة، والتي من شأنها أن تقرب الإدارة من المواطن، وكذا منحنا فرصة لإيصال ما نسعى اليه، متمنيا أن تكون حاضرة في جميع المناسبات لتغطية نشاطاتنا، وتمنياتي لجريدتكم بالمزيد من التألّق والرقي.