قد يصبح المرض النفسي غطاء لمرتكبي الجريمة، وطوق نجاه للمجرمين يحاولون من خلاله الفرار من الأحكام القضائية، و الهروب من الإدانة ، وفي حال ارتكابهم جريمة ما يلجأ القضاء إلى لجنة طبية متخصصة وشرعية لتحديد مستوى الحالة، غير ان هناك الكثير من المرضى من يجدون أنفسهم مغلوبين على أمرهم، وفريسة سهلة لارتكاب الجريمة التي تحولهم من مرضى إلى مجرمين حقيقيين. تقتل طفلتها بإغراقها في حمام المنزل، مريض نفسي يذبح والدته ثاني أيام العيد، مريض نفسي يقتل أخاه ذا التسع سنوات،مريضة نفسيا تلقى بابنتها من الدور الثاني، مريضة نفسية تصر علي الانتحاروغيرها من العناوين التي نطالعها بشكل يومي على صفحات الصحف لتضعنا في مواجهة الحقيقة المؤلمة حول واقع ملايين المرضى النفسيين، ولتضع المرض النفسي كبش فداء لكل جريمة. وسواس الحلم جعله يقتل والدته خنقا هي جرائم كثيرة نسمع عنها يوميا لأشخاص أقدموا على ارتكاب الجريمة بطريقة بشعة لا تتوافق مع العقل والمنطق ولا مع الطبيعة البشرية، فمنهم من يقوم بحرق والدته دون رحمة ولا شفقة، وآخرى تتجرد من مشاعر الأمومة التي فطرها الله سبحانه وتعالى بها لتقوم بذبح وقتل فلذة كبدها، ومنه من يققدم على الانتحار في لحظة لا وعي منه، وغيرها من الأحداث والجرائم الأليمة التي تخلص في نهاية التحقيق بتعرض القائم بالجريمة تحت صدمة المرض النفسي، ومن بين هذه الجرائم حينما عمد مريض نفسي على قتل والدته العجوز وإزهاق روحها بسبب حلم حثه على ارتكاب الجريمة، وأقر الابن بارتكابه الجريمة، بلف سلك كهرباء حول عنق والدته العجوز لتكرار رؤية والده المتوفي في المنام يطالبه بقتل والدته، لأنها السبب في وفاته، فضلا عن محاولته قتلها 3 مرات من قبل لكنه فشل. والبعض يضع المرض النفسي شماعة لجرائمه غير أن هناك من ممتهني الجريمة الذي يبحث بكل الطرق والوسائل للتملص من إدانته أو التخفيف منها بالاختفاء تحت غطاء المرض النفسي، و يضع المرض النفسي شماعة لجرائمهم وذريعة لارتكابهم الجريمة، ومن بين هذه الجرائم حوادث الاغتصاب التي تهدد فتيات في عمر الزهور، يسقطن ضحية ذئاب بشرية تحت غطاء المرض النفسي، أمثال ك. م، 8 سنوات التي سقطت ضحية مجرم الذي استدرجها ضحيته لوكر الأشرار الذين يشاركهم في السكن، وتجد نفسها ضحية ذئب متوحش وشركائه، وأمام الشرطة تسرد الضحية ما حدث لها دون أن تدرك شيئا مما ينتظرها مستقبلا، ليحال المجرم للمحكمة، لكن المفاجأة أن محامي الذئب يستخرج له شهادة طبية بأن موكله مريض نفسيا، ويطلب من المحكمة الرحمة بمن لم يرحم براءة فتاة في عمر الزهورومطالبا برفع الإدانة أو التخفيف منها. دراسة علمية تؤكد: عيوب المخ وراء جرائم المرضى النفسيين اكتشف العلماء أن المرضى النفسيين الذين يرتكبون جرائم قتل واغتصاب لديهم عيوب في الاتصالات بين الجزء الخاص بالمشاعر في المخ والجزء المسؤول عن التعامل مع النبضات واتخاذ القرار، وفي دراسة للمضطربين نفسيا الذين ارتكبوا جرائم قتل والقتل الخطأ والاغتصاب المتكرر والخنق والاحتجاز القصري، وجد العلماء البريطانيون أن الطرق الموصلة بين المنطقتين الحيويتين في المخ بهما (حفر) في حين كانت في حالة جيدة لدى غير المضطربين نفسيا، وأوضح مايكل كريج من معهد الطب النفسي في مستشفى كينجز كوليدج في لندن أن الدراسة تفتح الباب أمام احتمال تطوير علاجات للمضطربين نفسيا الخطرين في المستقبل، وربما تحمل نتائج مهمة للأطباء والباحثين ونظام القضاء الجنائيّ، وقال: إن هؤلاء بشكل خاص هم المعتدون الخطرون الذين يعانون اضطرابات نفسية وليست لديهم أي أمراض عقلية أخرى، وحذر العلماء من الإشارات إلى أن الدراسة يمكن أن تؤدي إلى فرز المجرمين المحتملين من المضطربين نفسيا قبل أن يستطيعوا ارتكاب جرائم قائلين: إن ما توصلوا إليه لم يؤسس لكيفية أو موعد أو سبب تلف اتصالات المخ. نفسيا: جريمة بدون عمد ووعي منهم ويشير المختص في الصحة النفسية ح. القبلان إلى وجود علاقة بين الأمراض النفسية وجرائم العنف، ولكن ليس كل مريض نفسي يرتكب جريمة عنف وإنما تعتمد على نوعية المرض وأسبابه وحدته ومدته، ويبين أن الدوافع والأسباب الحقيقية لإقدام المريض على الأعمال العنيفة أو الجرائم الخطيرة عديدة ومختلفة منها على سبيل المثال عدم إدراكه ووعيه بما يدور من حوله، لذا فهو أحيانا يرتكب الجريمة بدون عمد أو وعي منه، ويضيف المختص النفسي د. هاشم بحري، يحاول تحليل تلك الجرائم وبالتحديد في واقعة السيدة التي تعرضت لحادث اغتصاب وهي فتاة فحاولت أن تسقط ما بداخلها من رغبة في الانتقام على أي فتاة تقابلها عن طريق دفع زوجها لاغتصابها، فهي إنسانة مضطربة السلوك، وتعاني من تربية نفسية سيئة، وتحاول تفريغ ما بداخلها في صورة عدوانية على المجتمع المحيط بها، وبشكل عام، فإن أي فرد يتربى بشكل غير سوي يعتاد على تحقيق ما يريد، وفي الوقت الذي يريده، حتى وإن كانت رغبته ضد قواعد وسلوكيات المجتمع، واعتبرها شخصية سيكوباتية تمارس التزوير والتزويغ واختراق القانون، وهي سلوكيات يمارسها الفرد بسبب تربية الآباء الخاطئة، والتي تنعكس فيما بعد على الأبناء في ارتكابهم للجرائم، وأرجع ارتكاب الجريمة إلى موقف عصيب أو ظروف معقدة مثل عدم الاستقرار النفسي والاضطراب السلوكي الذي يصاحب شخصية معتلة في ذاتها، أو إصابة المجرم بمرض عضوي مثل الأمراض الذهنية والاضطراب الفكري المصاحب له والتي تؤدي إلى خلق شخصية عدوانية تميل للعنف والاندفاع، والذي يتبعه اضطراب في وظائف المخ. أمراض تخفف الحكم ولا تلغيه ويضيف المختص أن الإنسان المصاب بعقدة نفسية أسرع من غيره في الإقدام على ارتكاب الجريمة وبنسبة، حيث أنه في الغالب يدفع المرض النفسي الفرد للقيام بارتكاب الجرائم، وهناك أمراض أخرى مثل الوسواس القهري والشخصية السيكوباتية والتي إذا ثبت معاناة الشخص منها يخفف عنه الحكم، بعد القيام بإجراء الاختبارات النفسية عليه وعرضه على المختصين، وبذلك تدرس الحالة تماما، فإذا كان يعاني من الوسواس القهري والشك في كل شيء مثل الزوج الذي قتل زوجته لاعتقاده أنها تخونه مع آخرين، فإن ذلك يوضع في الحسبان عند الحكم عليه أما إذا ثبت أنه معاف صحيا فيعامل معاملة الأصحاء تماما، وعن مدى تدارك العقدة النفسية من قبل جهات التحقيق القضائية، يؤكد المختص د. بحري، أن القانون لا يعتبر المصاب بعقدة نفسية معاف من المسؤولية الجنائية لأنه على وعي تام ودراية وقت ارتكاب الجريمة بما يفعله، ولذلك يعتبر مسؤولا مسؤولية كاملة عن الحادث الذي ارتكبه، وتعتبر المحكمة أن هذا من قبل التبرير للجريمة فقط، ويرى أن العقدة النفسية تؤدي إلى إحداث اضطراب في السلوك وليس القيام بجريمة، لكن هناك حالات يلتفت إليها القانون مثل إصابة الشخص بالاضطراب العقلي الذي يدفعه مثلا لكتابة شيك بدون رصيد، فهنا يكون مجبرا على هذا الأداء، ويمكن أن يخفف عنه الحكم.