أعلن رئيس حركة مجتمع السلم ، عبد الرزاق مقري ، أن تشكيلته السياسية لن تشارك في الحكومة المقبلة التي ستنبثق عن الانتخابات التشريعية ، بسبب "عدم توفر الشروط" التي وضعتها الحركة قبل الانتخابات للعودة للحكومة ، ومن بينها نزاهة العملية الانتخابية والحصول على أغلبية ، حيث تحدث عن "حالة تزوير فظيعة فاقت ما حدث في تشريعيات 1997" التي عرفت صعود الأرندي ، كما قال إن حركته لا تقبل شروط الأفلان حول التحالف البرلماني ، خاصة شرط الاندماج في برنامج رئيس الجمهورية ، الذي تحدث عنه العام الأمين للحزب ، جمال ولد عباس. حاول عبد الرزاق مقري ، خلال ندوة صحفية ، عقدها بمقر الحركة بالعاصمة أمس ، حول نتائج الانتخابات التشريعية ، إسقاط أي مسؤولية لحركته في خيبة النتائج التي منيت بها ، بعد حصولها تحالفها على 33 مقعدا فقط .وكان المتهم الأول الذي أطلق عليه النار هو الإدارة والسلطة بشكل عام ، بقوله إن "التزوير استمر مثل كل المواعيد الانتخابية السابقة" . وفي معرض سرده لطرق "التزوير" التي شابت العملية ، حسب مقري ، ذكر " غياب الرقابة في مكاتب التصويت وعدم تمثيل مراقبي الأحزاب لكل المكاتب بسبب قانون الانتخابات وتغيير مراقبين في الأيام الأخيرة قبل التصويت بنية التلاعب بالأصوات" كما تحدث عن "عملية حشو للصناديق بآلاف الأوراق لصالح أحزاب السلطة في بعض الولايات مثل البليدة والمسيلة ووهران ، إضافة إلى البلطجة ضد المراقبين ومناضلي الحركة باستعمال الأسلحة البيضاء في الوادي والمسيلة" مشيرا إلى أن "الحركة لديها أدلة ومحاضر سترفعها إلى المجلس الدستوري للطعن " . وعرفت نسبة المشاركة أيضا ، وفق رئيس حمس "تضخيما" ، فيما نفى ملاحظة تزوير عن طريق أصوات الأسلاك الأمنية والجيش هذه المرة. ورفض مقري الطرح الذي يتحدث عن تراجع أو عدم ارتفاع الوعاء الانتخابي لحمس ، كنتيجة لفشلها في الانتخابات ، وقال إن "العزوف الانتخابي كان سيخدمنا لولا حشو الصناديق" ، مثلما دافع مرة أخرى عن خيار المشاركة رغم التزوير في كل مرة ، مرجعا ذلك إلى أن "النظام يريد قمع كل الأحزاب المنافسة بدفعها للمقاطعة من أجل خلق ساحة سياسية تشمل فقط أحزابا تدور في فلكه .وهذه الطريقة تعرف بالغرب بالديمقراطية الآمنة" وحسبه فإن"مشاركة حمس في كل مرة بمثابة حرب استنزاف للنظام". ولاحظ رئيس حمس أن "تسجيل نسبة مقاطعة مرتفعة للانتخابات (62 بالمائة) ومليوني ورقة ملغاة ، يزيد من هشاشة الجبهة الاجتماعية والمؤسسات التي لن تستطيع مواجهة الأزمات القادمة" لافتا إلى "أننا دخلنا الانتخابات في ظرف أزمة اقتصادية ، ورؤيتنا كانت اعتبارها خطوة لوقف هذه الأزمة ، لكننا خرجنا من هذه الانتخابات بأزمة اقتصادية وهشاشة كبيرة للمؤسسات". واعتبر مقري أن "انهيار الأفلان بات واضحا" بقياس نتائجه في الانتخابات ، كما رد حول سؤال عن طموح أحمد أيحي لخلافة بوتفليقة بأن "أويحي كان يقوم بحملة للرئاسيات خلال الحملة الانتخابية الماضية ". من جانبه قال رئيس جبهة التغيير ، عبد المجيد مناصرة ، إن "هذه الانتخابات عكست عدم قراءة جيدة من طرف السلطة للمرحلة القادمة المتميزة بصعوبات مالية واجتماعية وإقليمية . واقتصرت قراءتها على السنتين القادمتين فقط (يقصد رئاسيات 2019) "كما ارجع سبب العزوف الكبير للمواطنين إلى "اقتناع بعدم وجود تغيير وديمقراطية تداول".