من يعرف كيف يدير الخلافات ويتجنبها من جهته يرى الطالب الحقوقي محمد، أن الخلافات بين الزوجين قائمة لا محال لكن أحسن الزوجين هو من يعرف كيف يديرها ويتجنبها، بفن وحب ولباقة وأن يتفقا على أن يأخذ كل واحد منهما دوره في المبادرة بالصلح في أي مرة يختلفان فيها، بصرف النظر عن " من الذي بدأ"؟! فإذا كانت قاعدة (خيركما من يبدأ بالسلام) التي أرسى قواعدها الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) قائمة بين الأشخاص في العموم، فمن الأولى والأحق أن تستخدم في العلاقة الزوجية، كما عليهما تجنبا إطالة فترة الخلاف، حتى لا يزيد التباعد بينهما من تضخيم المشكلة مهما كانت صغيرة، وأن يحرصا دائمًا على حل مشاكلهما والقضاء على ما يعكر صفوهما أولا بأول، ولا يتركا اليوم يمر دون حل الخلاف، حرصا على مشاعرهما، وعلاقتهما، فالصلح والغفران هما ضمان نجاح حياتهما. الخلافات الزوجية سببها عدم إفصاح كل طرف على حقيقته السيد محمد إطار في مؤسسة عمومية، يرى أن الخلاف بين الزوجين يرجع إلى عدم إفصاح أحد الشريكين على حقيقته، ولهذا تكون مشاكل كثيرة بعد الزواج بينهما، وهذا بعد معرفة أحد الشريكين حقيقة كل طرف، وهو ما يهدم العلاقة بين الزوجين وغياب المودة بينهما، وهذا نتيجة الاختيار غير المناسب من قبل الزوج أو الزوجة لبعضهما طبعا، وبهذا تكون بينهما دائما خلافات وصراعات لأتفه الأسباب، حيث يهدم الأسرة ويضيعها مستقبلا ولا يمكن لهما بناء عائلة مستقرة يسودها الحب والمودة. الإجهاد والضغط النفسي سبب في الخلافات بين الأزواج ترى "فتيحة .ع" أستاذة في الشريعة الإسلامية، ترى أن الأسباب المؤدية إلى الخلاف بين الزوجين والتي كثرت في مجتمعاتنا العربية هي أنه لابد على الأزواج الصراحة لعدم الوصول إلى انهيار العلاقة، كما قد يكون الإجهاد والضغط النفسي الذي يتعرض له أحد الطرفين أو كلاهما بسبب العمل أو أعمال المنزل أو حتى رعاية أفراد الأسرة هو سبب الكثير من الخلافات بين الأزواج، فتلك النفسية المثقلة بالهموم تكون قابلة للدخول في الصراع لأتفه الأسباب، و الحل هنا محاولة الفصل بين العمل والمنزل إذا كانت الضغوط خارجية، و كذلك تقدير كل من الطرفين لجهد الأخر وامتصاص غضبه، من أجل إنهاء الخلاف قبل أن يبدأ. الاختلافات الكبيرة بين الزوجين سبب في إيقاع الخلافات بشكل دائم من جهتها أكدت لنا الأستاذة سميرة في الطور الابتدائي، أن الاختلافات الكبيرة بين الأزواج من حيث الهوايات، الطعام المفضل، والعادات اليومية، تتسبب في إيقاع الخلافات بشكل دائم بين الأزواج، وهنا يجب على كل منهما احترام اختلاف الطرف الأخر، وعدم السخرية من اهتماماته فهي تعني له الكثير، وإيجاد صيغة توافقية للتعامل مع هذا الخلاف أمر ممكن بالتفاهم وتقديم التنازلات من قبل الطرفين.ومن جهة أخرى عدم وجود تقارب من حيث الاهتمامات والميول بين الزوجين، لاسيما في الرغبات الشخصية، كالصداقة مثلا، وأن اختلاف بيئة عمل الزوج أو الزوجة مثلا، يفرض اهتماما جديدا ومعارف جدد، يتوهم أحد منهما أنه سبب كاف للابتعاد عن شريك الحياة، كما أكدت لنا الأستاذة أن الانغماس في أعباء الحياة الّتي يعتبر كل من الزوجين أنها تأخذ كل وقتهما، كعمل الزوج، الّذي يكون أحيانا أكثر من دوام عمل، وهذا طبعا يعود إلى أسباب مادية معيشية. كذلك، فإن انشغال الزوجة، وانغماسها في الاهتمام بشؤون الأولاد والأسرة والبيت، سبب في الابتعاد عن الزوج، ما يؤدي إلى حالة من الخلافات المتكررة بينهما مع مرور الوقت، لذا لابد على الأزواج أن يتصارحا بالأسباب الَّتي أدت إلى الوصول إلى الحالة الّتي هما عليها، وإنقاذ علاقتهما من التهديم. الحياة المشتركة قد تكون سبب في الاختلافات بين الزوجين حسب الآنسة هند ، فإن كل ما يحتاجه الشريكين هو الصراحة والشفافية في التعاطي بينهما، لتجاوز الخلافات وهذا حتى تبقى الأسرة موطن الإنسان الأول ومصدر سعادته في هذه الحياة، كما أن الحياة المشتركة تعني أهداف مشتركة في كل ما هو مشترك، واختلاف الأوليات لدى الأزواج، والتي قد تتعارض مع بعضها البعض قد تكون سبب في كثير من الخلافات، فمثلا طموح أحدهما في شراء منزل، و تطلع الأخر إلى شراء سيارة فخمة يعدان هدفان متعارضان إذ يسعى كل من الطرفين لاستغلال المال الذي يوفرانه من أجل تحقيق طموحه، وهنا يجب على الأزواج حل هذا النوع من الخلافات بالدراسة الجدية من أجل وضع أهداف مشتركة، وسلم أولويات مشترك لتجب هذه الخلافات.