« راحة الجسم في قلة الطعام وراحة النفس في قلة الآثام وراحة القلب في قلة الاهتمام وراحة اللسان في قلة الكلام» وقال لقمان الحكيم: « إذا كنت في الصلاة فاحفظ قلبك وان كنت في الطعام فاحفظ حلقك وإذا كنت في بيت الغير فاحفظ عينيك، وإذا كنت بين الناس فاحفظ لسانك» وقال الإمام علي رضي الله عنه: « اللسان سيف قاطع لا يؤمن من حده، والكلام سهم نافذ لا يؤمن رده» وهو القائل صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وقد أشار إلى لسانه وقال :«اكفف عليك هذا» فقال معاذ: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال له النبي : « ثكلتك أمك ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم» نعم، انه اللسان به يسلم الإنسان في الدنيا والآخرة وبه يخسر، به يقدم وبه يؤخر، به ترتفع مكانة صاحبه بين الناس ويحبب إليهم إذا قال الكلمة الصحيحة في زمانها ومكانها ليصبح في أعين الناس رزين الطبع قوي النفس، خفيف الظل لا يستغله احد، بخلاف صاحب اللسان المشرع الذي يكثر من اللغو والثرثرة ويتكلم فيما ينفع وفيما لا ينفع ويتحدث فيما يعلم وفيما لا يعلم، انه الذي سيبغضه الناس ويكرهون قربه، وينفرون من مجالسته ويبتعدون عنه ما استطاعوا لذلك سبيلا. وليس هذا فحسب بل انه الإنسان محاسب على ما يتفوه به لسانه ومؤاخذ على ذلك عند الله تعالى. ولقد قال في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت». انه اللسان هذا الذي به يعرف صاحبه وتنكشف سريرته، ولذلك فان سكوته وان صمت صاحبه دائما هو خير. وانه اللسان مغرفة القلب كما يقولون، فما في قلب الإنسان يخرج على لسانه، ولقد قال النبي : « لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه».