أكدت الفنانة التونسية سهير بن عمارة من وهران خلال حضورها بمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، أن العطاء هو الأهم بالنسبة لها فأحسن شيء العمل بكل جهد دون أن ينتظر المقابل، غير ناكرة أن تكريم الفنان شيء مفرح لأنه بعد كل تعبه وعطاءاته ستكافئه الطبيعة حتما. زينة بن سعيد وباعتبارها عضوا في لجنة بانوراما الفيلم القصير، عبرت سهير أنه شرف لها وكذلك اعتراف ضمني بالكفاءة ووضع كامل الثقة في إمكانياتها، وهو في ذات الأمر مسؤولية مزدوجة أولا اتجاه المهرجان وثانيا في مدى كون العضو عادلا ليتمكن في النهاية من الخروج بأحسن الأعمال التي تستحق النجاح والتكريم. وتابعت سهير أن المهرجانات ليست سجادات حمراء وفقط، علينا الظهور بأحسن الأعمال وهذا ما تقوم به السينما المغاربية التي أصبحت تفرض نفسها مؤخرا من حيث العمق والجرأة في الطرح، وحتى المشارقة أصبحوا يهتمون بأعمالنا، مشيرة إلى ضرورة تجاوز عقدة اللهجة فنحن مفهومون وما عليهم سوى اجتهاد قليل. وعن مسيرتها الفنية التي بلغت عامها العاشر، قالت سهير أنها حافلة بالأعمال الجيدة على غرار دورها في "ما نموتش" حيث تلقت إشادات والجمهور التونسي الذي دخلت يومياته من خلال الشخصية التي أدتها والتي مست الكثير من الناس وحصل تفاعل وقد وصلتها رسائل بعدها ومن هنا انطبعت في ذاكرتهم، بالإضافة إلى أعمال أخرى كمسلسل "المكتوب"، "عندما تبدأ السينما بالصراخ"، مضيفة أنها تفضل كل عمل على حدا غير أنه لا يزعجها أن تدخل في عمل جديد بعد انتهاء الذي قبله، كما أنها تتبنى التدرج من أجل إثبات الذات، فأحيانا أدوار صغيرة تلفت الانتباه، فقد -تقول- بدأت من أفلام التخرج عندما كانت طالبة في قسم الإخراج، بالتالي المسار مضى بشكل تدريجي حيث تصف نفسها بالشخص غير المتسرع ولا تحب حرق المراحل حتى أنها يمكن أن ترفض الأعمال التي لا تضيف لها شيئا رغم أن قول لا في ظل قلة الأعمال أمر صعب. وعن الأعمال المشتركة بين الجزائر وتونس على غرار "نسيبتي لعزيزة"، أصرت سهير على ضرورة أن يتجاوز هذا التبادل الأعمال المتعلقة بالسيتكومات وكذا تبادل تقنيين فقط بل إلى أعمال سينمائية كبرى تتناول مختلف القضايا منذ بدايات حضارة الأمازيغ إلى غاية حركات المقاومة، فالحدود المرسومة بيننا وهمية لأننا نملك أرضية مشتركة. وتطرقت عضو لجنة تحكيم بانوراما الفيلم القصير سهير بن عمارة، إلى أهمية التكوين فهو يصقل الموهبة، فحتى لو كان الفنان جديدا لابد من أن يتعلم أكثر فأكثر، أن يقرأ الرواية، علم النفس، مشاهدة الأفلام العالمية، التعرف على السينما وعلى كيفية صنع الأفلام لأنها زاد في المسار المهني، ولأنها أيضا أدوات تساعده لبناء أساس ثقيل ومتين. سهير بن عمارة ممثلة تونسية درست الإخراج السينمائي في كلية فنون الملتميديا بمنوبة انطلقت التمثيل منذ سنة 2008 من دور في مسلسل "مكتوب ج 1" و دور صغير في سلسلة "شوفلي حل" في 2009 شاركت بدور بطولة في مسلسل "عاشق السراب" في 2010 قامت بدور البطولة في مسلسل "من أيام مليحة" في 2011 عملت في فيلم "ديما براندو" وسلسلة "طاولة وكراسي" في 2012. أسند لها المخرج نوري بوزيد دور البطولة في فيلم "ما نموتش" ومثلت شخصية "عائشة" الفتاة المتحجبة، في 2013 قامت بدور "دنيا" في مسلسل "يوميات امرأة" الذي لاقى نجاحا كبيرا، في 2015 قامت بدورين في مسلسلين "في ليلة الشك" بشخصية الدكتورة "ليندا" وفي حكايات تونسية بشخصية"ساندرا". حازت على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "ما نموتش".