لا يغلق حتى طلوع الشمس من مغربها أو بلوغ الروح الحلقوم، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار وإذا تاب العبد تاب الله عليه ويفرح بتوبته، يقول الله سبحانه في القرآن الكريم "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا " ( الزمر : 53 ). التوبة الصادقة من الذنوب والمعاصي وفعل الطاعات والأعمال الصالحة تكفر السيئات وتبدلها حسنات إن صحت بأركانها وشروطها وقد دعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تجديد التوبة فقال صلى الله عليه وسلم "أيها الناس: توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة" رواه مسلم، والتوبة واجبة من جميع الذنوب كبيرها وصغيرها سواء كان يعلمها الإنسان أو لا يعلمها شروط التوبة الصادقة لا يقبل الله التوبة إلا من مسلم ولا يقبلها الله تعالى من كافر لأن كفره دليل علي كذب توبته وتوبة الكافر هي الدخول في الإسلام، يقول الله عز وجل في كتابه العزيز :" وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموتُ . قال إني تُبتُ الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذاباً أليماً "( النساء 18 ). ينبغي علي العبد الذي يريد أن يتوب إلى الله توبة صادقة أن يكون مخلصاً في توبته إلى الله وأن تكون خالصة لله وحده حتى يوفقه الله تعالي إلى التوبة الصادقة التي يمحي الله عز وجل بها الخطايا والذنوب حتى الشرك فالإسلام يهدم ما قبله، يقول الله عز وجل في القرآن الكريم" قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف" (الأنفال:38). على المسلم أن يعاهد الله علي الإقلاع عن المعصية ويجاهد نفسه علي تركها وأن يعزم على عدم العود إليها تحت أي ظرف من الظروف خوفاً من الله وتعظيماً له وهي شرط أساسي من شروط التوبة الصادقة ويندم على سيئاته وذنوبه الماضية لكي يتوب الله عليه وتصبح توبته صادقة. من شروط التوبة الصادقة رد المظالم إلى أهلها فإذا كان مالاً رد إلى أصحابه وطلب العفو والصفح منهم وإن كانت غير مادية فيجب التحلل منها بطلب العفو من أصحاب الحقوق والإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة لكي يعفو الله عنك وتكون توبتك صادقة وخالصة لوجه الله. التوبة الصادقة التوبة التي أمرنا الله بها هي التوبة الصادقة النصوح والتي تكون ابتغاء رضا الله، يعزم فيها التائب على اجتناب المعاصي والخطايا والذنوب ويصاحبها إخلاص في القول والعمل تنقل المسلم إلى حياة الأيمان والعمل الصالح حيث تتحول حياته من ظلام المعصية إلى نور الطاعة، وعلي المسلم أن يحذر التسويف وطول الأمل والاستهانة بارتكاب المعاصي فمن يدري أيعيش لغدا أم لا، وعلينا جميعاً أن نتوب إلى الله توبة صادقة يكفر الله بها عنا سيئاتنا وذنوبنا ونعود إليه تائبين مستغفرين.