*أويحيى : »الحوار مع العمال يكون في إطار القانون وبكل صرامة« بدأ الوضع يعود إلى طبيعته صباح أمس الجمعة بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة بعد أربعة أيام من الإضراب الذي قرره مستخدمو طيران الخطوط الجوية الجزائرية. وقد استأنفت الرحلات بشكل طبيعي فيما سيتم ضمان كل الرحلات المبرمجة بعد انتهاء الحركة الاحتجاجية حسب ما أكده لوأج مسؤولون من مصالح المطار. وقد انطلقت أول رحلة على الساعة ال 7:30 صباحا باتجاه باريس. وقد تكونت طوابير انتظار طويلة أمام شبابيك الركوب حسب ما لوحظ بعين المكان. وأوضح مسؤولون بالمطار أن هذه الطوابير "تعود إلى التأخر المتراكم للرحلات خلال الأيام الأربعة للإضراب" و لكن ستتحسن الأوضاع " كلما تقلص عدد تدفق المسافرين". وكان العديد من المسافرين ينتظرون في هدوء دورهم للركوب. وقال شاب كان يستعد للركوب في اتجاه ميلانو أن "كل الأمور تسير على ما يرام" و أن "الإجراءات تجري بشكل طبيعي". وبالقرب منه مجموعة من الطلبة ينتظرون الرحلة المتوجهة إلى اسطنبول (تركيا) لقضاء العطلة في هدوء و روح مرحة بالرغم من "انتظام دام 24 يوما". ونظرا للوضع المقلق، والإضطرابات المسجلة أكد الوزير الأول السيد أحمد أويحيى الخميس بالجزائر العاصمة أن الحكومة أعطت تعليمات "لتأجير أكبر عدد ممكن من الطائرات وأوضح السيد أويحيى في تصريح للصحافة على هامش اختتام الدورة الربيعية لمجلس الأمة أن الحكومة "قائمة بواجبها على جبهتين الجبهة الأولى هي إعطاء تعليمات للشركة (الخطوط الجوية الجزائرية) لتأجير كل الطائرات الممكنة"و "كذلك بالسماح للشركات الأجنبية القادرة على إجراء رحلات إضافية باستقدام المهاجرين للبلاد وبنقل الجزائريين المتجهين للخارج". وتتمثل الجبهة الثانية يضيف الوزير الأول في فتح "الحوار مع العمال لكن في إطار القانون واحترامه وبكل صرامة" مشددا في هذا السياق أنه ليس هناك مجالا "لأخذ الدولة والمواطنين رهائن". كما اعتبر وزير النقل السيد عمار تو أول أمس إضراب عمال شركة الخطوط الجوية الجزائرية "عقابا جماعيا" للمهاجرين الجزائريين في أوروبا. وأوضح الوزير أن المضربين اختاروا المرحلة التي تعرف إقبالا كبيرا على الخدمات الجوية الجزائرية من طرف المهاجرين بأوروبا وفي بقية مناطق العالم ما أدى إلى بقائهم عبر مطارات العالم. واعترف الوزير بمشروعية مطالب الجوية الجزائرية داعيا إلى ضرورة التعقل واتخاذ التشاور والحوار بين الشركة والمضربين قصد الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف مؤكدا عدم اللجوء إلى مطالب تعجيزية على غرار التي رفعها مستخدمو الجوية الجزائرية التي تضمنت الزيادة في الأجور بنسبة 106 بالمائة. هذا وقامت شركة الخطوط الجوية الجزائرية وبعض من شركائها بضمان حوالي 40 رحلة محلية ودولية بين الأربعاء والخميس حسبما علم لدى مدير العمليات الأرضية. وقامت شركة الخطوط الجوية لوحدها بضمان حوالي 20 رحلة محلية ودولية في حين تقاسمت الرحلات الأخرى شركات لبت نداء الشركة الوطنية على غرار "أغل أزور" و"أر فرانس" و "أتلاس جات" (تركيا) و"نيوس" (إيطاليا). وكان فيما مضى قد بلغ التذمر أوجه آلاف المسافرين بمطار اورلي-جنوب الباريسي فقد بلغ بهم (المسافرون) الإعياء و التعب حدا لا يطاق أمام مكاتب التسجيل فضلا عن إحاطتهم بحزام أمني من الدرك الفرنسي. بعضهم كان مضطربا و البعض الآخر غاضبا أمام مكاتب التسجيل الخالية عن عروشها إلا من المسافرين المثقلة عرباتهم بالأمتعة فتراها تترنح من ثقل العبء فهم إما خانقون أو مستسلمون في انتظار طائرة طال إقلاعها.