تتواصل لليوم الثاني فعاليات الطبعة ال11 للمهرجان الدولي المتعدد الثقافات للحكاية بوهران، حيث استضاف مقر جمعية «نوميديا الثقافية» ظهيرة أمس 3 حكواتيين من الجزائر العاصمة وبجاية، أمتعوا بكلامهم الجميل وحركاتهم المتسقة، مجموعة من تلاميذ مدرسة الإمام الهواري بحي سيدي الهواري العتيق، الذين عاشوا رفقة الحكواتي إيدير فارس من مدينة بجاية ونعيمة محايلية ومعها بلميهوب يمينة حملاوي من الجزائر العاصمة . لحظات مليئة بالفرح والغبطة، وحتى التفاعل مع القصص التي رواها الحكواتيون الثلاثة، على غرار قصة مغامرات «الطفل بلعجوط» وتغلبه على الغولة، أو ضرورة كتمان السر وعدم إفشائه بين الناس، أو حتى تقديم أمثال وحكم معروفة في أوساطنا الشعبية وشرحها للتلاميذ في شكل قصة حتى يفهم الجميع مضمونها بثلاث لغات العربية الأمازيغية والفرنسية، في سياق عام يهدف إلى تثقيف هؤلاء الأطفال وتنشئتهم على الأخلاق والتربية والمثابرة والصبر وحب الوطن، وأكد إيدير فارس سفير الحكاية الأمازيغية، أنه يشعر بسعادة غامرة لما يلتقي بالأطفال ويحكي لهم العديد من القصص مرة في قالب هزلي أو حتى تشويقي مثير، مضيفا أن فن الحكاية يمثل رسالة حقيقية يقدم فيها «القوال» مجموعة من العبر والدروس التي تجعل من المتلقي يفهم الرسائل ما يسمح لهؤلاء الأطفال بتعلم الكثير من الأمور التي يجهلونها بطريقة فنية قصصية جميلة، وفي نفس السياق أكدت نعيمة محايلية أن هذا المهرجان يمثل فرصة للالتقاء مع عشاق القصة والحكاية، مشيرة إلى أن هذا المهرجان الدولي يشكل فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف «الحكواتيين» الذين جاءوا من مختلف دول العالم، من جانبها أوضحت بلميهوب يمينة حملاوي، أنها جد سعيدة بمشاركتها في فعاليات هذا الحدث الثقافي الدولي للحكاية، مضيفة أنها أعجبت كثيرا بولاية وهران وسكانها المعروفون بالكرم وحسن الضيافة، مشيرة إلى أنها لديها رفقة الحكواتية نعيمة محايلية برنامج تكويني هام لفائدة تلاميذ المدارس، المتوسطات والثانويات وحتى الجامعة، من أجل إعداد جيل الغد في مجال الحكاية. من جهته أكد رئيس جمعية نوميديا الثقافية سعيد زعموش، أن هذا المهرجان يمثل فرصة حقيقية للمحافظة على التراث اللامادي الوطني، كما أنه يشكل سانحة للأطفال الذين هم في أمسّ الحاجة لمعرفة الإرث القصصي العريق الذي خلفه وراءه أجدادنا في الماضي، داعيا إلى تكثيف مثل هذه التظاهرات الثقافية في المستقبل لأهميتها المعرفية وحتى التربوية.