أثارت ظاهرة تعاطي مشروبات الطاقة وسط المتمدرسين الكثير من الجدل في المجتمع الجزائري خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي شكل هاجسا كبيرا لدى المختصين الذين دعوا إلى ضرورة التكثيف من الحملات التّحسيسية للحدّ من الظاهرة التي يبدو أنها تتصاعد بكثرة خلال فترة الامتحانات. حيث يلجأ التلاميذ والطلبة إلى هذه المشروبات معتقدين أنها تساعدهم على التركيز أكثر و السهر ليلا من أجل مراجعة الدروس و التحضير للاختبارات، و الأسوأ من ذلك أن تجارة مشروبات الطاقة تعرف رواجا كبيرا في الأسواق والمحلات الموزعة عبر الولاية، الأمر الذي جعلنا نقوم بجولة استطلاعية قصد رصد انطباعات التجار و بعض المستهلكين لاسيما من فئة الشباب والمراهقين. سهر في الليل وتعب في النهار كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما دخلنا مركزا تجاريا بحي الياسمين، حيث لفت انتباهنا جناح بيع المشروبات الغازية و العصير الذي كان مكتظا بالمواطنين، وكما توقعنا تماما فقد أخذ مشروب الطاقة نصيبا كبيرا من اهتمام بعض الشباب على غرار الطالب الجامعي يونس الذي قال بصريح العبارة إن المشروب قوي جدا وقد اعتاد على استهلاكه قبل فترة الامتحانات، لأنه يساعده على السهر طوال الليل رفقة أصدقائه ما يسمح لهم بفرصة مراجعة الدروس وتحضير البحوث دون الشعور بالنعاس أو التعب ، أما التلميذ رياض المقبل على شهادة البكالوريا فأكد لنا بكل ثقة أن مشروب لطاقة هو موضة لدى الشباب ولا ضرر من اقتنائه ، خصوصا أن المحلات التجارية تعرضه بشكل عادي وهو ما جعله يحس بالراحة والاطمئنان، وأنه لم يسمع عن تأثيراته السلبية أبدا على صحة مستهلكيه من أصدقائه وجيرانه . كل هذا جعلنا نقترب من صاحب المركز التجاري الذي حاول التهرب من أسئلتنا في البداية، لكنه فيما بعد قال إن مشروب الطاقة يعرف إقبالا كبيرا من لدن المراهقين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 سنة، وهو لا يمانع أبدا في بيعه وتحقيق أرباح من ورائه مادام الأمر مرخص من قبل الجهات المعنية. تأثيرات سلبية على القلب و العقل ومن جهته حذر رئيس جمعية حماية المستهلكين السيد زكي حريز من انتشار الظاهرة، حيث قال في التصريح الذي خصّ به أمس جريدة الجمهورية إنه تم تسجيل إقبال كبير على مشروبات الطاقة من قبل الممتحنين الذين يجهلون مساوئ هذه المشروبات و مخاطرها التي تظهر تدريجيا عقب استهلاكها بعد يوم أو يومين على الأكثر ، ،مضيفا في سياق حديثه أن مصالح التجارة كشفت في تحقيقاتها الأخيرة ترويج كميات من مشروبات الطاقة التي تكاد أن تنتهي مدة صلاحيتها و أخرى غير قابلة للاستهلاك، في حين كشف مختص الأمراض القلبية و الشرايين الدكتور بلهواري ميسوم أن مشروبات الطاقة لها تأثير سلبي على صحة المستهلكين، فهي تؤثر على سلامة العقل والبدن، ناهيك عن تسببها في الأرق، لذلك يواجه الكثير من الطلبة والمتمدرسين مشاكل في التركيز خلال الامتحان بسبب قلة النوم، كما أن تناولها يؤثر أيضا على وظيفة القلب وعضلاته، وهذا حسب الفحوصات التي أجراها الأطباء لعدد من المستهلكين لاسيما الشباب منهم ، مشيرا في ذات الصدد إلى أن سوق المشروبات الطاقوية ينتعش كثيرا في الفترة التي تتزامن مع الامتحانات الخاصة ،مطالبا جميع المتمدرسين والطلبة بضرورة الابتعاد عن استهلاكها و التصرف أكثر بعقلانية حفاظا على صحتهم وسلامة قلبهم وجسدهم .