يقع الجامع الكبير بساحة الشهداء قلب الجزائر العاصمة ، و يعد حسب المصادر التاريخية أقدم مسجد في العاصمة ، يتميز بهندسة منفردة، ويعد تحفة معمارية غاية في الأهمية من الطراز الأندلسي ، و يتربع على مساحة قدرها 2000م وهو ما أعطاه شكلا مستطيلا، له ميزة المساجد المرابطية و يشبه إلى حد كبير الجامع الكبير بتلمسان ومساجد الأندلس . هذا الشكل أيضا اعتمدته الدولة العثمانية بعد دخولها إلى الجزائر. تحدى الجامع الكبير العديد من الضربات خاصة و أنه يقع على الواجهة البحرية مما جعله يتعرض لقذائف العدو و القصف المدفعي أثناء المواجهات بين خير الدين وعروج و المد الإسباني، الأمر الذي أسقط الجزء الأكبر منه وقلص مساحته التي كانت تمتد إلى غاية الساحل البحري فتعرضت صومعته للهدم والكثير من أرجائه ،ورغم تعرضه لعدة هجمات للقوات الاستعمارية ارتأى معماريون فرنسيون الإبقاء عليه. كان الجامع الكبير و لا يزال قبلة للعلم و العلماء و مركز إشعاع حضاري وفكري يؤمه الناس من كل فج عميق ، و كان في سابق عهده يقوم مقام جامع الزيتونة حيث تخرج منه كوادر وعلماء أجلاء حملوا على عاتقهم لواء بعث أصول الدين الإسلامي، وبقي محافظا على بعض الطقوس والنشاطات الدينية التي كانت تقام في السابق منها حفاظه على قراءة صحيح البخاري الذي يشرع في قراءته مع بداية شهر رجب ويختم في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان.