يتساءل سكان وسط مدينة الجزائر العاصمة، عن غياب مصلحة حفظ التراث التابعة لمديرية الثقافة بالقصبة العلياء بالجزائر العاصمة، وكذا عن كيفية منح رخصة بناء لأحد الأشخاص الذين يقومون ببناء بناية بمحاذاة المسجد الكبير الواقع أسفل القصبة بالقرب من ساحة الشهداء، خاصة أن الجامع الكبير لمدينة الجزائري العاصمة يعتبر من بين أقدم المساجد في الجزائر والمغرب العربي ككل، بحيث تم تشييده في بدايات القرن الحادي عشر، وهو مسجل في التراث المادي الوطني وأيضا في التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو كونه يتواجد أسفل قصبة الجزائر. ووفقا للمادة 17 للقانون الخاص بحماية التراث المادي، ر 98-04 المؤرخ يوم 15 جوان لسنة 1998 والتي تنص على احترام مساحة 200 متر عن البناية المحمية، ويمنع القانون الخاص بحماية التراث الثقافي المادي، عملية البناء أو إعادة التهيئة أو الهدم لكل البنايات المتواجدة على مسافة 200 متر حول البناية المحمية. وللإشارة، يمكن الاطلاع على المادة 17 بالموقع الخاص لوزارة الثقافة، بحيث توضح المادة عدة تفاصيل وجوانب تخص المعالم التاريخية المحمية، وتقول المادة: أي إنشاء هندسي معماري منفرد أو مجموع يقوم شاهدا على حضارة معينة أو على تطور هام أو حادثة تاريخية، كما يوضح النص المعالم المعنية، على غرار المنجزات المعمارية الكبرى، والرسم، والنقش، والفن الزخرفي، والخط العربي، والمباني أو المجمعات المعلمية الفخمة ذات الطابع الديني أو العسكري أو المدني أو الزراعي أو الصناعي، وهياكل عصر ما قبل التاريخ والمعالم الجنائزية أو المدافن، والمغارات، والكهوف واللوحات والرسوم الصخرية، والنصب التذكارية، والهياكل أو العناصر المعزولة التي لها صلة بالأحداث الكبرى في التاريخ الوطني، ويؤكد النص أن المعالم تخضع للتصنيف بقرار من الوزير المكلف بالثقافة عقب استشارة اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية، بناء على مبادرة منه أو من أي شخص يرى مصلحة في ذلك، ويمتد قرار التصنيف إلى العقارات المبينة أو غير المبينة الواقعة في منطقة محمية، وتتمثل في علاقة رؤية بين المعلم التاريخي وأرباظه التي لا ينفصل عنها. وللتذكير، كانت قد اقترحت مصلحة حفظ التراث التابعة لمديرية الثقافة بالقصبة العليا بالجزائر العاصمة تصنيف البريد المركزي والمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي والجامع الكبير بالجزائر العاصمة كمعالم أثرية وطنية لسنة 2010 من قبل وزارة الثقافة، وجاء التصنيف وفقا للقيمة التاريخية للهندسة المعمارية والتي لديها التزام بتقنية البناء التقليدي، كونها إرثا حضاريا متميزا يجمع بين الهندسة المعمارية العربية والأندلسية والإسلامية والعثمانية. ويعتبر الجامع الكبير المسمى أيضا بالمسجد العتيق، نموذجا للعمارة الدينية المرابطية، ذات شكل مستطيل أكثر اتساعا وأقل عمقا، وهي مغطاة بسقف مزدوج من القرميد كما هو الحال في جميع المساجد المرابطية، إضافة إلى نموذج الأقواس المتواجدة أيضا في البنايات بالأندلس على غرار مباني مدينة قرطبة الإسبانية، ويعد من الآثار القليلة المتبقية من العمارة المرابطية.