أخذت ظاهرة محاولات الإنتحار بوهران منحى خطير منذ حلول موسم الإصطياف حيث سجلت المصالح الإستشفائية ما معدله 10 محاولات إنتحار في اليوم بوسائل مختلفة تستعمل لوضع حد للحياة وأكدت ذات المصادر أنه يتم إنقاذ معظمهم من الموت وتسجيل حالتين أو حالة وفاة من ضمن الوافدين على مصلحة الإستعجالات الطبية حيث يتعذر على الأطباء إتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة لتأخر وصول الحالة ولا جدوى من القيام بغسيل المعدة لتخفيف الأوجاع وأضافت المصادر الطبية أن الأشخاص الذين يحاولون الإنتحار يستعملون وسائل عديدة منها شرب ماء جافيل أو حمض الكلور سم الفئران وفي بعض الأحيان يستقبلون حالات إنتحار عن طريق رمي أنفسهم من الشرفات وما يلفت الإنتباه هو إرتفاع معدل الإنتحار لدى العنصر النسوي في السنوات الأخيرة مقارنة بالذكور وذلك لأسباب متعددة منها كثرة المشاكل العائلية والظروف الإجتماعية القاسية بالإضافة إلى الأزمات العاطفية وغيرها من المشاكل التي تؤدي بالعشرات يوميا بوهران إلى محاولات الإنتحار ورغم نجاة البعض منهم من المحاولات الأولى إلا أنهم سرعان ما يعاودون تكرار العملية مرتين أو ثلاثة بإحداث إختلاف بسيط في أسلوب الإنتحار في حين زاد عدد المقبلين على هذه الظاهرة خلال الشهر الفضيل إذ إرتفعت حصيلة الأشخاص المقدمين على هذه العملية إلى 12 محاولة يوميا وهذا ما يفسر تنامي ظاهرة الأزمات العائلية التي تعد حسب المختصين في علم النفس العيادي من أمهات المشاكل المؤدية إلى الإنتحار لا سيما وسط الشباب والمراهقين منهم العاطلين عن العمل أومحترفي الإجرام أو المدمنين على تعاطي المخدرات وغيرها من الفئات العمرية التي تنجح في وضع حد لحياتها بعد تكرار المحاولات مرات عديدة فيما تؤدي هذه الظاهرة إلى حالات الإصابة بإعاقات ذهنية أو حركية أو أثار سلبية أخرى لفشل الأقدام على هدا السلوك الذي ينبذه المجتمع الإسلامي ويحرمه جملة وتفصيلا وقد أرجع بعض العارفين بخبايا هذه الظاهرة بسبب إرتفاع معدل الإنتحار إلى غياب الحوار داخل الأسرة والتفكك العائلي وظاهرة الفقر المؤدية إلى إرتكاب عديد الجرائم إضافة إلى نقص الحملات التحسيسية بخطورة الوضع الذي آل إليه المجتمع الوهراني خصوصا والجزائري عموما والتي دفعت بمئات الشباب إلي الإنتحار لا سيما في الفترة الأخيرة وعدم إيلاء أهمية كبيرة للعلاج النفسي الذي يلعب دورا فعالا لتهذيب سلوك الفرد هذا السلوك يزداد توترا خلال فترات الصيام فإنخفاض نسبة السكر في الدم والتعب والإرهاق وحاجة الجسم إلى الطاقة يؤدي حسب العارفين بعلوم النفس إلى حدوث إنهيارات عصبية لمجرد مواجهة مشاكل إجتماعية أو عائلية أو حتى مهنية فالأشخاص الذين يملكون أعصابا من فولاذ تمكنهم من تقبل الصدمات النفسية أو العاطفية يكونون عرضة للإنهيار العصبي الحاد الذي يكون بدوره سببا مباشرا يدفع بالشخص إلى محاولة الإنتحار. وقد شرح المختصون الحالة النفسية التي يكون عليها الشخص عند إقباله على الإنتحار فهو بالتأكيد لا يكون واعيا ولا مستوعبا لما يحدث له لأن الألم النفسي والجسدي أيضا أصبح يطغى على كل شعور آخر فيعجز المرء عن التخلص منه ويؤرقه ويجعله يسئم العيش ويستهين بعمره فيبحث عن ألف طريقة للتخلص من الألم ومصدره أيضا فيعجز عن ذلك لأن المشاكل التي يواجهها في حياته كبيرة جدا ولا يختفي بسهولة وبمرور الوقت وتأزم الحالة النفسية يلجأ هذا الشخص إلى أسلوب الإنتحار معتقدا أنه الحل الوحيد للتخلص من الألم وإلى الأبد فيقبل على ذلك بأي وسيلة كانت . وتجدر الإشارة أيضا إلى أن عقل هذا الشخص يرفض أي شيء له علاقة بالخوف بمعنى أن من يحاول الإنتحار لا يخاف مما سيتعرض له من آلام قبل الموت سواء بسبب تناول جرعات كبيرة من الأدوية أو عن طريق الشنق أو بالسقوط من أعالي الشرفات ومن حسن حظ الكثيرين تفشل محاولاتهم فينقذهم أهاليهم وينقلونهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج فمنهم من ويتعلم من خطئه لأنه مر بتجربة عصبية وخطيرة زادته ألما على ألم فيتوب على مثل هذه الأفعال ومنهم من لا يرتدع ويعاود الكرة لمجرد خروجه من المستشفى لأن مصدر الألم لم يزول وعليه فإن أهم أسباب الإنهيار العصبي والتوتر النفسي في شهر رمضان وببلادنا تحديدا هو الغلاء الفاحش في أسعار المواد الغذائية الأساسية والكماليات أيضا مقابل ضعف القدرة الشرائية خصوصا إذا كان أرباب الأسر يعينون عدة أفراد .