يحيي سكان مدينة الأبيض سيدي الشيخ غدا الأربعاء فعاليات وعدة الولي الصالح سيدي الشيخ المعروفة «بركب سيدي الشيخ» ، وهي موعد ثقافي راسخ ومتواصل على امتداد 5 قرون ، و فرصة للتلاقي والتآخي وتوطيد العلاقات الاجتماعية والثقافية والتجارية ، كما يحضرها سنويا أكثر من 20 ألف زائر من مختف ولايات الوطن ومن خارجه. وقد اعتاد السكان إحياء هذه التظاهرة الثقافية السنوية التقليدية خلال عطلة الصيف حتى يتسنى لعامة المواطنين حضورها للمشاركة والتمتع بالأنشطة الثقافية أبرزها الشعر والقول والمسرح والرقص الشعبي ، كما يشارك سنويا في الموعد أكثر من 1000 فارس يتفننون في عروض الفروسية التي تستقطب جمهورا غفيرا ، ويربط السكان فعاليات الوعدة بإسم الولي الصالح سيدي الشيخ المسمى بسيدي عبد القادر بن محمد الذي عاش الحقبة الممتدة من 940 ه /1533 م إلى 1025 ه /1616 م، حيث يقام له هذا الإحتفال لإحياء ذكرى وفاته ليتذكر السكان خصاله خصوصا الجهاد والتحصيل العلمي لاسيما دور العلم التي أسسها «سيدي الشيخ» كالزوايا بالجهة الغربية بالبلاد، حيث يستقبلون حشود هائلة من الزوار من كل حدب وصوب ، خصوصا المحبين والمريدين الذين يجتمعون على عدة ولائم يشترك في تحضيرها قبائل المنطقة ، إذ يقومون في هذا الركب الثقافي بإطعام الزوار وعابري السبيل في جو من الكرم والجود. و تنظم بهذا المهرجان الثقافي مسابقات ثقافية و سهرات دينية وحفظ القرآن الكريم وندوات فكرية ورياضية، مع تنظيم معارض تجارية يشارك فيها معظم تجار الوطن ، فضلا عن رحلات سياحية إلى المناطق الأثرية والمعالم التاريخية على غرار محطات النقوش الحجرية والقصور القديمة المنتشرة بالجهة .