أشارك ب71 لوحة في "مامو" وهران ولوحاتي تجمع بين الأصالة والمعاصرة أكد الخطاط والفنان التشكيلي نور الدين كور، أن الخط العربي فن قائم بذاته له أصوله والقواعد الخاصة به، مضيفا في الحوار الذي خص به أمس "الجمهورية"، أن المعرض الذي ينظمه حاليا بملحقة الفن الحديث والمعاصر بوهران إلى غاية 20 نوفمبر المقبل، الهدف منه إظهار جماليات الخط العربي وقيمته بالنسبة للفن التشكيلي، مشيرا إلى أن المعرض الذي يشارك فيه ب71 لوحة له خصوصية ألا وهي توضيح العلاقة بين الخط الكلاسيكي والمعاصر، وقد اختار له عنوان "الخط العربي بين الأصالة والمعاصرة"، موضحا في سياق متصل، أنه وبخصوص الأصالة فإنه حاول المحافظة على قواعد الخط العريق الذي يمتاز بقواعد ثابتة لا يجب الاستغناء عنها، ومن خلالها نستطيع إبراز قيمة وجمال الحرف عبر اللوحة، أما المعاصرة فإن الأمر يتعلق بالتركيب واللون، حيث بالنسبة للوحة فإن المتلقي للوهلة الأولى يكون له حوار بين اللون والتركيب، بمعنى آخر أن اللوحة الحروفية في الوهلة الأولى تظهر كلوحة تشكيلية، بجميع المقاييس سواء من حيث اللون والتوزيع والتركيب والأسلوب الخاص بالفنان نفسه، هذا ما يوضح أن هذا الفن (الخط العربي) الذي يقال عنه "أينما ظهر بهر" وهو هندسة روحية ظهرت بآلة جسمانية، فالخط العربي عندما نحافظ قواعده نستطيع أن نتحصل من خلالها على ما نريد لمخاطبة المشاعر الخاصة بالمتلقي أو المعجب بهذا الخط. وفي سياق آخر ولدى حديثه عن التقنية التي استخدمها في رسم لوحاته، أكد نورالدين كور أنه استعمل تقنية "الاكريليك" و"الألوان الزيتية" على القماش بلوحات من أحجام كبيرة ومتوسطة، مستخدما كل أنواع الخطوط على غرار : الثلث، الفارسي، الديواني، جلي الديواني، الكوفي، الكوفي القيرواني، والحر، حيث احتوت رسوماته على أحاديث نبوية، آيات قرآنية، أبيات شعرية قديمة مثل عمر الخيام الذي قال :"إن لم أكن أخلصت في طاعتك ... فإنني أطمع في رحمتك" حيث كتبها هذا الخطاط المتخصص في الخط العربي وكذلك الرسم والتصوير وخاصة المستشرقين خصوصا اللوحات المستوحاة من الواقع وتعبر عن عادات وتقاليد مجتمعنا كاللباس والعادات والتقاليد على غرار نصر الدين دينيه والزياني ويعد الفنان نور الدين كور، الذي يملك سيرة ذاتية إبداعية ثرية بفضل مشاركاته العديدة في مختلف المسابقات الوطنية والدولية، من مواليد سنة 1960 بوهران، متحصل على شهادة في الفنون التشكيلية من جامعة مستغانم، تكون في مصر ما بين سنة 1982 و1985 في مجال الخط العربي ومن المساهمين في إنشاء جمعية الفنون التشكيلية "حضارة العين"، له عدة مؤلفات فنية منها كتاب مع الأستاذ لعوج محمد سنة 1990 بعنوان كيف نرسم الحيوانات، ومن بين الشهادات التي قال لنا كور نور الدين إنه يفتخر بها، ما جاء على لسان مصطفى بلكحلة محافظ المهرجان الدولي للخط العربي والمنمنمات والزخرفة، حيث قال إن كور سار على نهج الكبار وتبنى أسمى القيم التي ساهمت في ارتقاء الخط العربي إلى أعلى درجات تطلعات الإنسان العالمية، حيث بقي وفيا لروحه الكلاسيكية وحرصت موهبته على احترام أصالة فن الخط العربي والقيمة الجميلة التي تبهر وتعجب عشاق الفن في العالم. يجدر الذكر أن حفل افتتاح معرض الخطاط نور الدين كور أول أمس شهد حضور العديد من المدعوين، معبرا عن أسفه لغياب المسؤولين القائمين على قطاع الثقافة بوهران، ليوجه شكره للقائمين على متحف "المامو" الذين فتحوا المجال للفنانين والخطاطين كي يعرضوا أعمالهم الإبداعية للجمهور.