أكدت لنا الأخصائية النفسانية "سناء بصابر" أن ارتفاع معدلات الاغتصاب في مجتمعنا راجع إلى التغيرات التي طرأت على المجتمع في السنوات الأخيرة بسبب عوامل أمنية و اقتصادية و الغزو الثقافي الذي أعاد صياغة الكثير من السلوكيات . وأضافت المتحدثة أن إحصاءات الاغتصاب للأسف الشديد لا تمثل سوى 10 بالمائة من الواقع لأن هذا "الطابو" مسكوت عنه من طرف أغلبية الضحايا خوفا من العار و الفضيحة وقليلا ما تظهر الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها إذا ما اقترنت بجرائم أخرى خاصة القتل أو التعذيب والتنكيل أو الحبس بالإكراه مما يفضح حتما الحادث وأكدت الأخصائية بأن المغتصب في أغلب الأحيان يملك مواصفات نفسانية معينة كالعدوانية أو دافع الانتقام من المرأة أو أنه يعاني من خلل نفسي أو اضطرابات وفي الكثير من الأحيان يكون المغتصب من مدمن يالمخدرات والجديد في ظاهرة الاغتصاب تضيف الأخصائية أنه لم يعد يقتصر على الفتيات الضعيفات أو اللواتي تتهمن دوما بأنهن السبب المباشر أو غير المباشر في حدوث الاغتصاب بل صارت تمس حتى ربات البيوت والطالبات الجامعيات لذا من الخطأ تجريم الضحية لأي سبب كان لأن الضحية هي ضحية مهما كانت والجاني هو المذنب ولا يجب أن نعطيه الأعذار على جريمته وأضافت أنه قد حان الوقت ليغير المجتمع نظرته بإدانة المجرمين الذين يهتكون أعراض المحصنات والقاصرات وعدم اعتبار من وقعت ضحية مجرمة أو شريكة فيما حدث لأن الاغتصاب أعمى وأغلب الضحايا لا يعرفهن الجناة. وأكدت أن ظاهرة الاغتصاب نتيجة طبيعية لانتشار القنوات الفضائية الإباحية وقالت أنه ينبغي الالتفات إلى أن أكثر جرائم الاغتصاب تتم في المناطق العشوائية وهو ما يدل أيضا على أن الكبت النفسي والعيش في أحياء عشوائية خارجة عن القانون كالأحياء القصديرية التي تعيش فيها النساءوحيدات دون حماية وهو أحد الأسباب القوية لوقوع الاغتصاب. كما نوهت المتحدثة أن الجرائم المتعلقة بالاغتصاب تتعلق مباشرة بالدوافع والعوامل النفسية ذات التأثير العميق في شخصية المغتصب و أنه يرتبط بكثير من الاضطرابات النفسية والسلوكية أي حب إلحاق الأذى والألم وإيقاع العدوان على الضحية أكثر من مجرد الإشباع الجنسي معتبرة أن الاغتصاب جريمة عنف وعدوان على المجني عليه لهذا نجد أن شخصية المغتصب مرتبطةبانحراف "السيكوباتية" وهي شخصية متجردة من الضمير والأخلاق حيث نجده يفقد الشعور بلوم الضمير ولا يأبه بآلام الغير بل يتلذذ بمعاناتهم و آلامهم ويرتكب فعله ببرود . وحول الأثر النفسي على الضحية المغتصبة قالت الأخصائية أن الأثر الناجم عن جريمة الاغتصاب تمتد إلى الضحية سواء كانت امرأة أو طفلة بريئة إلى سنوات عدة ينتج عنها اختلال في شخصية الضحية واضطرابات نفسية حادة تؤدي إما إلى القلق المرضي أو إلى نوبات اكتئابية حادة أو إلى مخاوف مرضية تنتاب الضحية بين حين وحين كلما تعرضت لذكرى الحادثة الأليمة و ما يزيد الطين بلة هو انعدام المتابعة النفسية للضحية .