- أرجو أن يحظى الرسام بالاهتمام أكثر إعلاميا - أطمح إلى تنظيم معرض خاص بأعمالي. حمزة مشنف من المواهب الجزائرية الشابة التي تركت بصمتها في مجال التميز الفني التشكيلي حيث استطاع ابن مدينة باتنة أن يتحدى الصعاب و يفرض مكانته في المشهد الإبداعي عبر تقديمه لرسومات ناجحة وبورتريهات مميزة شارك بها في العديد من التظاهرات الوطنية و الدولية ، وللتعرف أكثر على حمزة وعلى بداياته ومشاركاته و أهم العراقيل التي تواجهه كشاب موهوب اقتبرنا منه و أجرينا الحوار التالي: - كيف كانت بدايتك مع فن التشكيلي ؟ - موهبتي في الرسم ظهرت في المدرسة ، وبتشجيع من زملائي والمعلمين وأيضا أسرتي التي دعمتني كثيرا ولجت عالم الإبداع من بابه الواسع، فقدمت عدة أعمال فنية وأنا في سن ال 14 ، حيث كنت أحاول قراءة الملامح وأنقلها في رسوماتي، لكن للأسف لم أفلح في الوصل إلى ما أردت بسبب الكثير من العوائق، خصوصا أنني كنت أطمح إلى دخول مدرسة الفنون الجميلة لكن الظروف حالت دون ذلك، فانقطعت عن الرسم مدة 7 سنوات كاملة ، بعدها قررت الالتحاق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، لكن للأسف كان وقتي مشحونا جدا بكثير من الارتباطات، فقررت أن أدرس بمفردي وأعزّز مهاراتي، والحمد لله قدمت الكثير من البورتريهات الناجحة ورسومات أخرى عرضت في معارض وطنية ومغاربية ودولية ، كما بيع بعضها في الجزائر وخارجها. - هل تنشط مع جمعية فنية معنية ؟ - في الواقع اشتغلت مع بعض الجمعيات في بعض التظاهرات ، منها وطنية ودولية، ولا أمانع في ذلك مستقبلا ،.لكن لم أكن يوما عضوا في جمعية أو مؤسسة معينة ، أحب أن أكون مستقلا في اتجاهاتي وأفكاري وتطلعاتي الخاصة، رغم أني أساند النشاط الجمعوي الذي يمكنه أن يقدم الكثير للفن . - كيف ترى واقع الفن التشكيلي في الجزائر ؟ - كثيرا ما يطرح هذا السؤال ، والتعمق فيه يأخذنا إلى اتجاهات عديدة تجعلنا بالضرورة التحدث عن واقع المدارس الفنية أو المعارض التي تقام ، أو حتى حول راهن الفنان ، ..باختصار الوضع سيئ نوعا ما من جميع النواحي، لكن يوجد تحسن في المستوى الثقافي للفنان ، حيث أنه يمكن أن يمثل الجزائر بكل فخر ، و أمام كل الصعوبات التي تواجه المبدعين أتمنى أن يلتفت المسؤولون إلى كل النقائص التي باتت ترهق هؤلاء، كما أرجو أن يحظى الفنان التشكيلي بالاهتمام أكثر إعلاميا، لأن كلمة الفن أصبحت توجه للمغنيين فقط، عكس الروائيين والمسرحيين والشعراء والتشكيليين. - ما هي مشاريعك المستقبلية ؟ - شاركت في الكثير من المعارض الجماعية وفي مرحلة سابقة كنت محتاجا لهذه المعارض من أجل كسب الخبرة وتبادل الأفكار مع زملائي و أصدقائي الفنانين من داخل وخارج الوطن، وأعتقد أني استفدت كثيرا منهم ،أما الآن فأعتقد أن هذه المرحلة قد ولّت،و حاليا أطمح إلى التميز في العمل من جميع النواحي، وتجنب السقوط في تقاطع الأفكار، لذا أطمح إلى تنظيم معرض فردي خاص بي وبأعمالي . - ما هي أهمية المعارض في مشهد الفن التشكيلي ؟ - المعارض أو الصالونات الجماعية تساهم في إثراء الحركة التشكيلية نسبيا، لكن هناك بعض الأمور السلبية التي لا يمكن تجاهلها، فعندما لا يعلن الإعلام مسبقا عن هذه المعارض ولا يتم تقديم الترشيحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تصبح المشاركة حكرا على مجموعة معينة من الفنانين الذين تتم دعوتهم سرا، لهذا لا نجد مكانا لعرض أعمالنا في أغلب الصالونات، إضافة إلى هذا فنحن نلاحظ أن جمهور هذه المعارض الفنية هو من نوع خاص، أو أنه البعض منهم جاؤوا صدفة دون علم مسبق . أضف إلى ذلك أن أغلب المعارض تفتقد لنقاد فنيين حقيقيين للتقليص من حجم الرداءة التي باتت العنصر المسيطر ، فأصبح أغلب الفنانين ذو المستوى الراقي يقاطعون تلك الصالونات ويفضلون المعارض الفردية أو يفضلون تكديس أعماهم في ورشاتهم ، على أن تعرض وسط هذا الكم من الرداءة .لذلك نتمنى أن يوظف القائمون على تلك المعارض لجانا مختصة لانتقاء الأعمال التي تعرض .