*لا عطش في الجزائر في 2012 *25 مليار دولار لتسيير البرنامج الوطني للموارد المائية أكد كل من السيد عبد المالك سلال وزير الموارد المائية والسيد شريف رحماني وزير البيئة وتهيئة الاقليم والسيد عبد المالك بوضياف والي وهران خلال فعاليات المؤتمر الدولي الذي احتضنه فندق الشيراطون أول أمس الخميس على ضرورة التسيير الأمثل للموارد المائية وتأمينها والحفاظ عليها ناهيك عن اتباع السبل الناجعة في عملية توزيع الماء وعصرنة القطاع نظرا لأهميته البالغة، وأشار المتحدثون إلى أن هناك عدة مشاريع هامة تنجز في هذا الإطار من أجل توفير هذه المادة الحيوية التي اعتبروها ذهبا أزرقا وبالتالي تحسين الخدمة العمومية المقدمة للمستهلك، منها تلك التي تدعمت بها ولاية وهران التي عرفت في السابق إشكالا كبيرا في هذا الجانب، وأكدوا على أهمية الشراكة في التسيير على غرار الحرص على الشريك الاسباني في القضاء على أزمة الماء مع التذكير بالجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية للولاية للنهوض بهذا القطاع والوصول إلى حل نهائي لهذا المشكل والذي سيكون مع نهاية السنة الجارية، بحيث ستتمكن وهران من توفير هذه المادة الحيوية باستمرار ومن تم بلوغ الهدف المنشود، تحقق هذا بالمرور على عدة مراحل أهمها مشروع تحلية مياه البحر وإنجاز شبكة الماو، وأفاد الخبراء في مداخلاتهم بأن ذلك لا يكفي لوحده وإنما يتطلب أيضا تسيير جيد للموارد المائية لتوفيرها وتأمينها، وهو الأمر الذي دعاهم إلى عقد شراكة مع الاجانب. باعتبار أن لهم معرفة خبرة ناجحة وركز الشركاء على ضرورة اكتساب سبل التسيير وتكوين الإطارات الجزائرية وفق معارف تمكنهم من الوصول الى المستوى المطلوب، هذا وقد أشار وزير الموارد المائية عبد المالك سلال الى أن اختيار الشركاء كان وفقا لجميع المقاييس الدولية التي تطبق على إنجاز تسيير المياه، وأكد أن هناك مراقبة من قبل المخبر العمومي، ضف إلى ذلك تطرق الوزير الى مجال تحلية مياه البحر حيث أشار الى أنها سياسة منتهجة منذ سنوات وذلك تبعا لاستراتيجية تم تحديدها من خلال استعمال المياه الجوفية وإعادة استعمال المياه العادمة وتحلية مياه البحر، مصرحا بأن وهران كانت من الاوائل في هذا المجال، أتى هذا من خلال تدشين رئيس الجمهورية لأكبر محطة تحلية على المستوى الافريقي والأوروبي والمتعلقة بمحطة تحلية مياه البحر بالمڤطع التي من المرتقب أن تدخل حيز الاستغلال شهر سبتمبر المقبل. مع العلم أنها ستوفر 500 ألف متر مكعب يوميا هذا زيادة على الموارد الأخرى المتعلقة بالماء التي ستوفر من مشروع الماو والمقدرة ب200 ألف متر مكعب، وكذا الآبار التي تضمها، وأكد أن الكمية التي تصب على وهران ستغطي حاجياتها للأبد، اضافة الى هذا تطرق المسؤولون الى السياسة المنتهجة في تسيير الموارد المائية واشكالات عملية توزيع الماء الشروب ناهيك عن عصرنة شبكات التطهير. للتذكير فإن اللقاء الدولي المنظم كان فرصة لتقييم التجربة الجزائرية في مجال التسيير المنتدى للمياه وتسطير الآفاق والبرامج والاستراتيجيات المستقبلية لعصرنة وتطوير هذا الميدان الحيوي، وعلى رأسها البرنامج الضخم الذي تبناه رئيس الجمهورية والذي أضحت بوادره تظهر جليا على أرض الميدان، والذي يهدف إلى تعزيز قدرات إنتاج وتخزين الموارد المائية وتوفير المنشآت اللازمة لإيصالها الى أبعد نقطة ممكنة من التراب الوطني وذلك ضمن المخطط الخماسي الجاري، ويضم هذا البرنامج إنجاز 13 محطة كبرى لتحلية مياه البحر الى غاية 2014 من شأنها توفير طاقة انتاج تقدر ب2.26 مليون متر مكعب يوميا من المياه الصالحة للشرب تم لحد الآن استلام 5 منها ويستجيب هذا النوع من المنشآت لمتطلبات وحاجيات الكثافة السكانية المركزة على مستوى الشريط الساحلي الذي يزيد طوله عن 1200 كلم كما يساهم ايضا في الاقتصاد في تكاليف توفير الموارد المائية اللازمة، وبالنسبة للسدود تراهن الدولة من خلال البرامج التنموية المسطرة على بلوغ أزيد من 50 سدا مع آفاق 2014 حيث يتم استغلال 68 سدا تضمن طاقة تخزين إجمالية بنحو 7.4 مليار متر مكعب، وقد مكنت مختلف العمليات التي استهدفت الرفع من طاقة توزيع الماء الشروب من بلوغ نسبة ربط بالشبكة تفوق 94 بالمائة خلال السنة الجارية وحوالي 87 بالمائة من الربط بشبكات التطهير التي تسمح بمعالجة أزيد من 600 مليون متر مكعب من المياه المستعملة سنويا وقدرة تحويل 80 بالمائة منها نحو القطاع الفلاحي. مع الإشارة الى تخصيص غلاف مالي يقدر ب25 مليار دولار لإنجاح البرنامج الوطني للموارد المائية وفي إطار الحديث عن اللقاء الدولي للماء تشير الى أنه تم عرض وتقييم تجربة تسيير المنتدب للمياه بالجزائر من قبل المتعاملين الثلاث في هذا المجال والمشاركين بالفعاليات على غرار شركة سيال بالجزائر العاصمة وسيور بوهران وسياكو بقسنطينة الذين قدموا حصيلة عن مختلف الأعمال والإنجازات المحققة في الميدان من قبل هذه الشركات ومدى مساهمتها في عصرنة عملية توزيع المياه الصالحة للشرب والتطهير، وقد تم أيضا تنظيم ورشتي عمل تناولتا الدراسة والنقاش حول آفاق تطوير وعصرنة تسيير مجال المياه شارك فيها خبراء وممثلي مختلف الهيئات المعنية إضافة الى موضوع التسيير المنتهج للمياه من خلال الموارد الجديدة وغير الجديدة.