احتضن عشية أول أمس المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران ،عرض مسرحية "نهاية اللعبة" لمسرح سعيدة الجهوي، من إخراج ياسين بن عيسى والنص للكاتب المسرحي الإرلندي الشهير "صامويل بيكيت" الذي قام بترجمته كل من الناقد و الشاعر اللبناني بول يوسف شاول و الكاتب عبد الله الهامل . استطاع خلال 70 دقيقة ،الممثل القدير"عبد الحليم زريبيع" بمشاركة كل من الشبان الثلاثة نبيل طاهر مغربي، بن صافي حاج حبيب، أسماء شيخ ، وفي فصل واحد مكثّف ومختزل للمسرحية، أن يقدم شخصيات العرض بطريقة متحركة و بمهارة وقدرة فائقة، حتى يصلوا بالمشاهد إلى مكامن شخصيات المسرحية التي قدمت على خشبة علولة ، فالقصة تدور حيثياتها حول 4 شخصيات تعيش بعيدة عن الحياة ، في غرفة مغلقة ذات نوافذ مرتفعة ، عالم لا يتحرك و لا تحدث فيه أي تغيرات، شخصيات لا تمل من تكرار حواراتها من دون معني أو هدف، من دون حتى أن تكمل جملها ، ضمن العبثية التي تبناها "بيكت" في كتاباته ،فنجد كل من شخصيات " نيل " و" ناغ " العاجزتان عن الحركة ، و يحبسهما الأعمى المشلول " هام " في صندوق قمامة، بينما يرضى " كلوف " القادر على الحركة و العاجز عن الجلوس، تطبيق التعليمات و بعثرة الأفكار . أغلب الحوارات كانت مقطوعة لا تكتمل تخرج من موضوع إلى آخر، وكأن الأبطال أموات يتحاورون بين القبور، وكل العلاقات بينهم هي علاقات موتى بموتى، حتى علاقة الابن بوالديه الأسيرين علاقة عبثية عجيبة، و كانت ثمّة عبارة ترد على لسان إحدى الشخصيات: "التعاسة هي أكثر ما يُضحك في هذا العالم، نضحك منها، نضحك منها بملء قلوبنا، في البداية، لكنها تبقى دائماً كما هي، تشبه الحكاية الجميلة التي نسمعها باستمرار، نجدها باستمرار جيّدة، لكن من دون أن تُضحكنا". هذا ما يصل إليه القارئ بعد أن يفرغ من لعبة بيكيت المريرة، التي تضمنها العرض الأولي للمسرحية بوهران .