ونحن في فصل الشتاء نحتاج إلى التدفئة إذ لا تخلو منازلنا من جهاز التدفئة بأنواعه سواء الكهربائي أو الغازي الذي يتم تركيبه على الجدار، ولكن ما يجدر الحديث عنه هو إن هناك هياكل تربوية لم تعزز بعد بأجهزة التدفئة والتي إن كانت متوفرة بالأقسام لكن ربطها بشبكة الغاز الطبيعي لم يتم بعد وخاصة المناطق النائية الموجودة بضواحي الولاية وأخرى . وقد يتطلع التلاميذ إلى هذه الأجهزة خاصة ونحن في فصل يمتاز بالبرودة الشديدة والتدفئة للأطفال ضرورية ليتم تحصيلهم العلمي في أحسن الظروف لأن عدم توفره يؤثر سلبا على إستيعابهم وفهمهم للدروس. وتعكف مختلف المصالح على القيام بأشغال التهيئة العمرانية داخل الأحياء وخارجها من تزفيت الطرقات والشوارع وتقليم الأشجار وبناء الأرصفة وممهلات وتجديد قنوات صرف المياه، وتعتبر هذه التهيئة ضمن المشاريع التي تضفي وجها جماليا للمدينة جعل أحياءها ذات طابع راق لكن الأكثر أهمية من كل هذا وتعزيز منشآتها التربوية من مدارس ومتوسطات وثانويات بما يضمن راحة أبنائنا من تدفئة إلى مياه، إلى مطاعم تلبي حاجة من يقطعون مسافة من أجل لقمة غذاء، والعودة ثانية إلى المدرسة. والجدير بالذكر أنه وفي اطار الميزانية الأولية لبلدية وهران رصد غلاف مالي يقدر ب 76 مليون دينارليضاف إلى الغلاف المالي المرصود من طرف الولاية خلال ميزانية 2010 من أجل عملية تعزيز الهياكل التربوية بالتدفئة المركزية، إذ كانت الأشغال مست 103 مؤسسة تربوية كما استفادت بلدية وهران من جهة أخرى في اطار ترميم المدارس وإيصالها بالتدفئة ضمن ميزانية 2012 من برنامج إضافي لتعزيز 12 مدرسة أخرى. ورغم كل ما ذكر إلا هناك نقائص مازالت تسجل على مستوى عدة مؤسسات تربوية حيث توجد هناك مؤسسات تنعدم فيها التدفئة كليا وهي موجودة لكن إيصالها بالغاز أعاق دون ذلك وهذا ما يدفع التلاميذ وخاصة أصحاب الإبتدائية إلى حضورالدروس بمعاطفهم وقبعاتهم في أيام الشتاء مما يحول دون راحتهم وعلمهم، كما تعتبر وسائل النقل هاجس التلاميذ وأوليائهم خاصة هؤلاء الذين يقطعون مسافة من أجل الوصول إلى مؤسساتهم حيث أصبحت المواصلات كابوسا جديدا ويعتبر المتمدرسون الضحية الأولى لغيابه أو قلته، وإذ تشهد دائرة عين البيضاء وخاصة السكان القاطنين بمحاذاة المقبرة غبنا وتعبا لأطافل صغار تجدهم حاملين محافظهم التي تفوقهم وزنا من كثرة الكتب والدفاتر واقفين بمحطات الحافلات ينتظرون لساعات وصولها من أجل الإلتحاق بمدارسهم حيث يركبون في زحام كبير مع الكبار المتوجهين إلى عملهم أو مصالحهم وهذه المواصلات ليست بالمدرسة بل هي حافلات النقل الحضري تنقلهم صباحا ومساء إلى المحطة القريبة من مدارسهم فيما يبقى همّ هؤلاء الأطفال هو الركون أما إلتحاقا بأقسامهم أو منازلهم عند إنتهاء الدوام ليعودون مساء منهكي القوة يغلب عليهم النعاس فينامون دون مراجعة أو تحضير درس أو حتى محاولة فهمه. ورغم كل الوسائل المسخرة لأبنائنا ورغم كل المشاكل إلا أن تلاميذنا مازالوا يواجهون مشاكل جمة من تدفئة إلى نقل إلى غياب مطاعم، وفي حين هناك أقرانهم في بلدان أخرى ينعمون بكل وسائل الراحة ويتمتعون بمسابقات بيداغوجية في الفكر والعلم والرياضة من أجل الوصول إلى قمة النجاح.