المدينة الجديدة، هذا المكان الذي نزوره رغم عنّا وخاصة في المناسبات لما يحويه من محلات كثيرة خاصة الألبسة النسوية وكسوة الأطفال، وأواني وأفرشة وغيرها من السلع المعروضة، المستوردة والمحلية. إلى جانب الخضر والفواكه والأكل السريع من بيتزا وشامية وخبز. هذه المأكولات وجدت لها مكانا نشط هؤلاء التجار الصغار بعرباتهم الخشبية التي تعرض كل أنواع المأكولات عبر أرصفة وأزقة المدينةالجديدة وترى اليوم بكامله إلى غروب الشمس إقبالا لا نظير له للمواطنين الذين يجدون ضالتهم هنا عند هذا المحل أو ذاك أو حتى عند باعة الأرصفة. لكن المؤسف أنه بقدر ما يباع من ألبسة وجوارب أو أواني أو فواكه أو وجبات، ترمي الأكياس والعلب الإلكترونية، وقطع الجرائد التي يأخذها الريح يمينا ويسارا، فتجد بمحاذاة كل محل، أو عند نقطة أي بيع من داخل المدينةالجديدة إلى غاية قصر المعارض، أنواعا من العلب الكرتونية بكل أحجامها ومواد تغليف من بلاستيك إلى أوراق إلى بقايا الخبر و»الكرانتيكا« والقارورات البلاستيكية للمشروبات الغازية بكل أحجامها في أي ركن من أركان المدينةالجديدة، وإذا ما زرت هذا الحي العتيق عندما يغادر التجار المكان ويغلقون محلاتهم في المساء أي في حدود السادسة مساء، فقد تجد مفرغة حقيقية تعاف العين أن تنظر إليها لما جمعت من مخلفات الباعة غير الواعين وما يسببونه من نفايات وتشويه للوجه الحضري لهذه المنطقة التي بإمكاننا أن نسميها مفرغة عمومية بأتم معنى الكلمة. وإذا ما عاودت الزيارة ليلا لتستطلع الأمر فقد تجد مدينة جديدة ينعكس إسمها عليها إذ يمر عمال النظافة ليجمعوا كل مخلفات ما بيع طيلة يوم بكامله ولا يقتصر عملهم على اللّم والجمع بل حتى كنس الطرقات، لأن الباعة وأصحاب المحلات لا يكلفون أنفسهم عناء نفاياتهم بأكياس بلاستيكية وتركها بالقرب من المحل، ولو أن ضميرهم كان حيّا لحسبوا لمعاناة عمال النظافة ألف حساب لأن كيس جمع النفايات لا يتعدى ثمنه ال 20 دج، ولو أن كل واحد منهم ساهم في إعطاء امدينة وجهها المشرف لما كان الوضع بتلك الصفة يوميا. ولأن المكان ليس بيتا لهم فهم لن يحركوا ساكنا في موضع النظافة أو التحسيس بها، وبما أن التجار ينشطون كل يوم لأن المدينةالجديدة والتي تعتبر مكانا يوفر لهم لقمة العيش فإنه سيبقى بذلك مفرغة يومية يتكل فيها هؤلاء التجار على غيرهم لينظفها ليلا.