و ليس خيرا لو حملت حقيبة ومضيت منفردا إلى البحر الكئيبِ ؟ الموجة البيضاء لا تأتي لتذهب، مثلما يتوقع البحارُ حين يدسّ زورقه بقلب الماءِ لن تصطاد أكثر من محار فارغٍ ستقول : " إن البحر خاصمني " وتقسم بالتي تركتك للغيلان، أنك لن تعودَ الموجة البيضاء ساحرةٌ أصابعها الطرية لا تهشّ غمامة مثل الرصاص تطل من أفق الخرابِ الموجة البيضاء لا تأتي لتذهبَ تستريح هنيهة لتعود حاملة بذار الملحِ تنثر ظلها في غربة الأثلامِ عرسا للنوارسِ لا تنام كقطة بسطت على رمل الشواطئ فروها هي قطرة الماء التي في القاعِ أزعجها التورّط في الهدوء .. بلهفة تمضي إلى السطح المضيء السطح أملس .. ما يضير إذا تعلّق يائس في شرشف الفستان؟ يأخذه بعيدا ؟ لا يهمُّ .. يعود أم يمضي فيُمضي عمره فردا كحبّار كئيب في مياه الأرخبيلِ الموجة البيضاء شيء من نطاف الريح تتركه على الأفق الزجاجِ رتابة التكرارِ رقص واهنٌ إيقاع حدّاد يدوّر حدوة بالطرقِ آلهة ترش الارض باللعنات .. ماء واقف في الحلقِ . هل يكفيك ما في الروح من سغبٍ؟ سأنزل فارغا للبحرِ أنزل مثل بحّار على دقل يعلّق آخر الأوهامِ أنزل كالرذاذِ .. الموجة البيضاء برق ساقط من آخر الغيماتِ عاشقة تهدهد صبرها المطعون ، تخدعه ببعض الانتظارِ صراخ حوذي بروّض غيمة في أبعد الجزر البعيدةِ لوحة في متحف تستنفر الزوّارَ نبض فالت من قلب (إيفازوفسكي( متشبثا بالقارب الخشبيّ، مفجوعا يعدّ الموجَ واحدة وثانية وثالثة وتاسعة ويصرخ، ثم يصرخ ، ثم يصرخ ثم يطلق ضحكة حمراء هستيريةً يا صاحبي البحار هذي الأرض يابسة على الحلم الطريّ فنم هنالك حيث أنت ... على صفيح الماءِ نم ... واجعل دثارك تاسع الموجاتِ نم ... فالأرض ضيّقة عليكْ