تلاحقني النوارس.. تلقي الشمس ظلّها على الماء فوقي.. يحوم حول خطاي الزّبد.. يسألها هل ارتوت ؟ تحملني ريحٌ.. تسير حرّة بين نوافذ قلبي تأخذ ما تشاء من الصُّور ليس لي سوى أسرابتعلو وتحطّ.. تخطفني من كفّ صحرائي.. ترفرف حولي تُسقط الرمال عن أزقة روحي.. ويعلو ضحكها كلّما دغدغ أطرافي ريش الجسد تنصب على ظهرها هودجًا وترفعني.. تخطف الريح أوراقي.. تهبط .. تشرب المياه خرائطي.. هي النوارس تركتني أتعلق بريشها إلى الأبد صارت عنوان الغد وجواز السّفر ذا الليل يستفيق في عيني.. كفٌ غريبةٌ من على وجه الماء تحفنني.. ما اسمُكِ؟ أبحث في أوراق الذاكرة عني.. كلّ ما تبقى كان هناك على ظهر النورس وقت السّفر.. أين تغيب النوارس في الليل الطويل؟ للنوارس بيوت في كل أرضٍ تجيب أنتِ الغريبة في حضور الموج.. من أنتِ؟ وتسقطني.. يرتفع الموج يأخذني.. أبحث في الماء حولي.. أراها الأوراق تحملها موجة ويردّها الزّبد.. أرفع الأولى أصرخ بملء صوتي بغداد تلقي بي موجة إلى حضن أخرى ألتقط ورقة ثانية دمشق.. تهبط بي دوامة صوب العمق أصرخ غزّة يرفعني تيارٌ الى السّطح أردد طرابلس تتسلل المياه إلي من كل صوب أهمسُ صنعاء تشدني الأمواج كلّها أنادي القُدس.. ويكبر السّؤال أين الجواز؟ وحدها ريشة النورس في يدي أرفعها.. والموج يشربني أنادي.. بكل أسماء ذاكرتي وحدي هناك وحدها ريشة النورس بقايا الحقائب وعنوان السّفر