*قذارة المراحيض تتسبب في التهابات وامراض معدية أولياء يشتكون و مسؤولون وجدوا نقص المناصب المالية تبريرا سهلا لما لا مبرر له و هو المخاطرة بالصحة العامة للتلاميذ أطفالا و مراهقين، بسبب الغياب التام للمنظفات في ما يزيد عن 40% من المؤسسات التربوية و أكثر من 60% من المؤسسات إما تغيب بها المنظفات أو لا يتعدى العدد المنظفة الواحدة لأزيد من 600 تلميذ و للأسف أصبح هذا الوضع حقيقة يعيشها ألاف التلاميذ بمئات المؤسسات التربوية في ولاية وهران و غيرها فرغم الإجتماعات و الشكاوى التي قدمتها فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ ، و الأولياء لمختلف المديريات و المصالح و لجنة التربية للمجلس الشعبي الولائي و الخطر الذي أكدته التقارير الطبية و حالات الإلتهابات البولية التي حدثت بسبب قذارة المراحيض و حالات الحساسية الناتجة عن غبار الطاولات و روائح ستائر النوافذ و ارضية الأقسام غير المنظفة منذ أشهر و ربما سنوات ،هو فعلا وضع كارثي تعيشه أغلب المؤسسات التربوية و بالدرجة الأولى المدارس الإبتدائية و المتوسطات سواء بإقليم مدينة وهران أو حتى بالدوائر الأخرى و التي زاد هذا المشكل من معاناة تلاميذها أكثر مما كانوا يواجهونه من نقائص النقل المدرسي و برودة الاقسام و الوجبات و إكتظاظ الحجرات و الأمّر أن الوضع و على الرغم من خطورته و استمراره لأزيد من سنتين لم يحرك السلطات لا المحلية منها و لا المركزية حتى أن الوضع طرح أكثر من مرة في اجتماعات ممثلي التلاميذ و مدراء التربية التي تعقد دوريا مع وزيرة التربية كان آخرها الاجتماع الوطني الذي عقدته الوزيرة مع رؤساء فيدراليات جمعيات أولياء التلاميذ من كل الولايات منذ أسبوعين فقط و الذي تم خلاله التطرق لكافة الإشغالات بعد نحو 5 أشهر من انطلاق الموسم الدراسي و منها غياب المنظفات و الذي اعتبره ممثلو التلاميذ مشكلا جوهريا لا يمكن الاستمرار في التغاضي عنه كونه مطلب آلاف الأولياء باعتبار أن النقص لا يخص عدد قليل من المؤسسات التربوية أزيد من 60%من المؤسسات التربوية بدون منظفات حيث تشير حصيلة القطاع خلال هذه السنة الدراسية لتسجيل 300 مؤسسة تربوية و هو ما يمثل أزيد من 60% منها بدون منظفات أغلبها عبارة عن مدارس ابتدائية كونها تابعة لتسيير البلديات و التي توقفت بها عقود التشغيل المؤقتة و التي كانت من أكثر صيغ التشغيل بالهيئات المحلية و بعد تجميدها و انتهاء عقود عمل عدد كبير من المتعاقدين بها بقيت مناصبهم شاغرة دون أن تعوض بأخرى ما خلق نقصا فادحا في عدد المنظفات و كذا حراس المدارس وعلى الرغم من الشكاوى التي تقدم بها كل مدراء المؤسسات المعنية بهذا المشكل لكل من البلديات و مديرية النشاط الاجتماعي غير انه النقص لم يعوض سوى بنسبة قليلة فيما بقيت أغلب المؤسسات دون منظفات و هو ما اعتبره مدير التربية خارجا عن نطاق إدارته لاسيما فيما يتعلق بالمدارس الابتدائية حيث تم العثور على مناصب و إن كانت غير كافية على الأقل لتوفير حارس واحد بكل مؤسسة تربوية رغم أن ذلك غير كافي في الكثير من الحالات غير أن عدد كبير من المؤسسات الأخرى بقيت و خلال موسمين دراسيين دون منظفات فيما حظيت أخرى بمنظفة واحدة بعد أن بقيت السنة الفارطة بدونها و منها مدرسة حميدي سعدية بحي إبن سينا في إنتظار أن يحل مشكل البقية تدريجيا حسب تصريحات مسؤولي القطاع هذا فيما كانت شكاوى الأولياء عديدة جمعناها من خلال جولة قمنا بها بعدد من المؤسسات التربوية و الذين وصفوا تعفن المحيط داخل مؤسساتهم بدأنا جولتنا من مدرسة الشيخ البشير الإبراهيمي بشارع شريط علي شريف عدد تلاميذ هذه المؤسسة يتجاوز 400 تلميذ حيث فشلت كل مساعي الاولياء في إيجاد حل بديل من خلال تنظيم عمليات التنظيف التطوعية و التي لم تكن مجدية كونها لم تنظم دوريا إضافة لصعوبة جمع ما يكفي من الأموال لتأمين منظفة دائمة و بالرغم من استمرار الوضع بتمدرس أبنائهم في شروط نظافة منعدمة تماما سواء بالأقسام أو المراحيض أو حتى الساحة و هو ما أكده لنا التلاميذ أنفسهم مصرحين بأنهم يتفادون دخول المراحيض إلا عند الحاجة الملحة لقذارتها و يضطرون لمسح طاولاتهم أحيانا لتراكم الغبار في كل مكان و هو نفس ما وصفه لنا تلاميذ متوسطة إسياخم بحي مرافال حيث قال لنا التلاميذ بأنهم يحملون بمحافظهم المناديل المبللة لتنظيف الطاولات كما اصبحت المراحيض هجورة و لا يقصدها إلا من إضطروا للدخول و تصريحات تلاميذ متوسطة الأخوات بن سليمان بحي بلاطو لم تكن مخالفة لسابقاتها أيضا فوصف حالة القذارة و الأوساخ بجميع مرافق المؤسسات هو نتيجة منطقية لغياب منظفة واحدة على الأقل لأزيد من 400 تلميذ بهذه المؤسسات حتى أن المشكل و على الرغم من تدخلات و جهود مختلف الهيئات بما فيها لجنة التربية التابعة للمجلس الشعبي الولائي لم يتم حل المشكل لحد الآن رئيسة لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي : رغم مجهوداتنا عجزنا و اصبحنا نخجل من مواجهة الأولياء لجنة التربية و على الرغم مما يشهد لها من مجهودات جبارة تقوم بها للدفاع عن التلاميذ و حل مختلف المشاكل التي يعيشونها من إكتظاظ و نقل مدرسي و نقائص الإطعام و غيرها و على الرغم من كون غياب المنظفات شكل على مدار الموسمين الفارطين أهم انشغال لأعضاء هذه اللجنة و في مقدمتهم رئيستها السيدة مفيدة دياب غير أن كل هذه المجهودات لم تكف لحل هذا المشكل كونه وطني و لا يمكن حله إلا على المستوى المركزي بإيجاد إجراء بديل لتوفير المناصب المالية الكافية لتشغيل منظفات بالمؤسسات التربوية التي لا تتوفر بها و في هذا الإطار صرحت لنا السيدة مفيدة دياب رئيسة اللجنة بأن جولاتها اليومية التي تقوم بها بالمؤسسات التربوية تواجه فيها شكاوى الأولياء و حتى التلاميذ و المدراء بخصوص هذا النقص المسجل بكافة البلديات و الدوائر دون استثناء مصرحة بانه أمام غياب المنظفات و نقائص أخرى قد تشمل حتى غياب الاساتذة و الإكتظاظ و غياب النقل و الإطعام و غيرها فإن الوضع يكون كارثي و هو ما تسجله اللجنة بالعديد من المؤسسات لاسيما بالمناطق النائية و منها مدرسة عبد الحميد بن باديس بوادي تليلات و متوسطة القدسبوهران و مدرسة حي الصنوبر ببلانتير و مدرسة مفدي زكريا بعين الترك و كافة مدارس حي سيدي البشير التابع لدائرة بئر الجير و عدد كبير من مؤسسات الولاية كما ان شكاوي الأولياء بخصوص هذا المشكل تقدم للجنة من خلال الزيارات التي تستقبل فيها المواطنين و تقدم أيضا لفدرالية جمعيات أولياء التلاميذ فيدرالية أولياء التلاميذ إستقبلت أزيد من 100 شكوى و هو ما صرح به لنا السيد كمال محمد رئيس الفيدرالية مؤكدا بأن الشكاوى تصلهم مباشرة أو من خلال مندوبي القطاعات التابعين لها بمختلف المؤسسات التربوية حتى أصبح المشكل من أكثر الانشغالات المطروحة و التي سبق للجمعية إثارتها كلما سمحت لها الفرصة بما في ذلك خلال آخر اجتماع بين رؤساء اليفدراليات مع الوزيرة و الذي اقترحت من خلاله تقديم طلبات للولاة لفتح تحقيق في المناصب غير المستغلة و الفائض من العمال بالبلديات و المصالح التابعة لها لتوجيها نحو المدارس كون عدد كبير من الشكاوى أبلغت للوزارة من طرف رؤساء الفيدراليات على مستوى الوطن و صرح لنا رئيس فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ لوهران بان الطلب في هذا الإطار سيقدم لوالي وهران كون ذلك يعتبر السبيل الوحيد لاحتواء الوضع ما دامت مديرية النشاط الإجتماعي تؤكد عدم تلقيها مناصب مالية جديدة كفيلة بتغطية النقص الحاصل كما أنه من المعروف على البلديات أنها شغلت خلال السنوات الفارطة وظفت عدد كبير من العمال و قد حان الوقت للاستفادة منهم بأحسن الطرق غير أن رؤساء البلديات لا يتعاونون جيدا في هذا المجال بالتغاضي عن التصريح بالفائض من العمال و هو ما قد يعرقل التطبيق الجيد لهذا الإجراء