تأسست مدرسة " الإمام العبقري " القرآنية على يد الشيخ الفاضل سيدي محمد بلكبير رحمه الله ،بمساعدة أعيان وسكان منطقة تيميمون سنة 1943 ، حيث استمر مدرسا فيها للطلبة واماما للمسجد المجاور لها حتى سنة 1948 ، وهو تاريخ انتقاله إلى مسقط رأسه بقصر لغماره ببلدية بوده ،ثم إلى مدينة أدرار بعد ذلك ،أين أسس زاويته الشهيرة . ومن بين طلبته آنذاك نذكر الشيخ الحاج سالم بن إبراهيم مدير الشؤون الدينية والأوقاف بأدرار سابقا وعضو مجلس الفتوى وشيخ مدرسة الضاوية القرآنية حاليا ، إضافة إلى المرحوم الحاج الصديق المعروف بالطالب الصديق الذي كان إماما معلما بمسجد أنس بن مالك بتيميمون ، والشيخ الحاج عبد القادر قاديري الذي كان إماما أيضا وأستاذا بالمسجد العتيق بتيميمون، إلى جانب المرحوم الشيخ الحاج عبد الكريم لعموري ،والمرحوم الحاج عبد الحي الدحيا الذي كان شيخ مدرسة محو الأمية بتيميمون، والشيخ الحاج محمد الصالح بن موسى بقصر الواجده الذي توفي سنة 2011 . و يشرف على هذه المدرسة حاليا الشيخ الفاضل الحاج أحمد خليلي ،أحد طلبة الشيخ سيدي محمد بلكبير رحمه الله ،وجهه الشيخ إليها بعد أن برع في العلوم الشرعية واللغوية ، ليعيد بعث ما أسس له الشيخ سيدي محمد بلكبير بالمدينة أثناء إقامته بها .. وظلت المدرسة تشع علما وعرفانا إلى سنة 1948 ، حين أغلقت لظروف تتعلق بالاحتلال الفرنسي ، وفي بداية الثمانينيات أعيد بناؤها وفتحت من جديد عام 1984 ، وعين فيها الشيخ الفاضل الحاج أحمد خليلي بإذن من شيخه سيدي محمد بلكبير رحمه الله . وتقوم المدرسة بتحفيظ الطلبة القرآن الكريم ،وتزويدهم بالدروس في مختلف العلوم ، كالتجويد والتفسير والحديث والفقه واللغة ، من خلال حفظ المتون وشرحها ،على غرار مختصر الشيخ خليل ، رسالة ابن ابي زيد القيرواني ، اسهل المسالك ، المرشد المعين على الضروري من علوم الدين ، متن الاجرومية ، ملحة الاعراب ، الفية ابن مالك ، النجوم الطوالع على مقرئ الامام نافع ، كما يتلقى طلبة المدرسة حصصا في الإعلام الآلي المزود بشبكة الانترنت مسايرة للعصر ، كما تحتوي المدرسة على مراقد للطلبة وقد تجاوز عدد الطلبة بها 150 طالبا . حلقات لتفسير الأحاديث و قراءة القرآن الكريم وعن برنامج المسجد أثناء شهر رمضان المعظم ،يقول الشيخ الحاج أحمد خليلي إن البرنامج تقتسمه المدرسة مع المسجد في محطات تفتتح بصلاة الفجر ، ليعقبها التعليم القراني حتى الساعة التاسعة والنصف ، حيث تعقد حلقة بالمسجد لقراءة صحيح البخاري على شاكلة سابقيه سردا للأحاديث وتحليلا لما اشكل من ألفاظها ، وبيانا للأحكام المستفادة منها ومقارنة الظهر بين شروحها . وتستمر الجلسة ساعتين ونصف ،لتستأنف النشاطات بالحزب الراتب بين صلاتي الظهر والعصر ، ثم قراءة ما تيسر من المتون بعد صلاة العصر . وبعد الإفطار يعقد مجلس في تفسير القرآن الكريم حتى صلاة العشاء ، ليتجدد العهد بمجلس فقهي بعد صلاة التراويح . وهي برامج على ثرائها تضاف لما دأبت عليه المدرسة القرآنية الامام العبقري ، من مساهمات اجتماعية واحياء للمناسبات الرمضانية ، كغزوة بدر وفتح مكةالمكرمة ، لتضفي هذه البرامج الثرية على شهر القرآن جوا متميزا بقوى الايمان ويوثق الصلة بالله ويبصر العامة بأحكام الدين ، وتعمر به المساجد ويتعاون الجميع على طاعة الله عز و جل والاكثار من ذكره . مضيفا أن المدرسة سميت على الإمام العبقري تبركا به ،وهو الشيخ محمد بن أب بن أحمد بن عثمان المزمري ،المولود بقصر أولاد الحاج باولف ما بين عام 1060 ه و 1160 هجري ،فقد كان رحمه الله اية في الفقه واللغة والأدب وانفرد بالشعر ، وكانت له جولات في أرض توات وتيميمون ،وانتفع الناس بعلمه إلى أن وافته المنية ظهر يوم الاثنين 10 جمادي الثانية عام 1160 هجرية ودفن رحمه الله بمقبرة سيدي عثمان بتيميمون، ومن مؤلفاته العديدة كتاب " العبقري في السهو في الصلاة" الذي لقب الشيخ به . ومنذ أن أعيد فتح المدرسة وهي تستقبل الطلبة من مختلف جهات الوطن وتتكفل بإيواء وإطعام الطلبة الداخليين دون مقابل ،معتمدة في نفقاتها على ذوي البر والإحسان من المواطنين ودعم الدولة . وقد تخرج على يد الشيخ الحاج احمد خليلي من هذه المدرسة ما يزيد على 600 طالب منهم 140 ، هم اليوم إطارات في قطاع الشؤون الدينية والاوقاف موزعين عبر مختلف ولايات الوطن.