يعرف سوق السيارات المستعملة بمستغانم ركودا في الآونة الأخيرة حسب المترددين عليه، ما انعكس على النشاط التجاري و قلص من أرباح السماسرة على وجه الخصوص وهو ما لمسته «الجمهورية» خلال الجولة التي قادتها إلى سوق ماسرى الأسبوعي المعروف بالعرض الوفير للمركبات من كل الأنواع، سواء كانت سيارات أو شاحنات أو حافلات حتى الجرارات، وهناك لوحظ تراجع في أسعار السيارات القديمة والمُركّبة في الجزائر عمّا كانت عليه قبل أشهر والبيع كان قليلا، واقتصر فقط على فئة معينة من الزبائن . فرغم حرارة الجو، كان سوق ماسرى الذي يبعد عن عاصمة الولاية ب 13 كلم يعج بالحركة التي لم تنعكس إيجابا عن عملية الشراء فأكثر المتجولين كانوا من الفضوليين وآخرين أرادوا جس نبض الأسعار الحالية للسيارات في الوقت الذي ظل البائعون يترقبون أي زبون يقترب من مركباتهم وأحيانا لا تعجبهم الأسعار المقترحة من طرف المشترين، ما جعل الغالبية من العارضين يتفقون على أن الشراء منعدم و السوق راكد. و هو نفس رأي بعض السماسرة الذين كانوا متواجدين في عين المكان بمركباتهم و الذي أكد أحدهم أن حتى عرض البيع من طرف الزبون غير منطقي، وأنه عرض عليه 200 مليون سنتيم لمركبته الجديدة من نوع «ستيبواي» مسجلة في 2018 ذات محرك «دييزل»، في الوقت الذي كان ثمنها قبل أشهر قليلة في حدود 240 مليون سنتيم. فالأسعار تراجعت بين 10 ملايين سنتيم إلى غاية 40 مليون في كل سيارة حسب النوع، مفندا الأخبار المتداولة والتي مفادها أن السماسرة هم المتسببون في رفع أسعار السيارات، ملقيا باللائمة على مصانع التركيب التي حسبه هي المسؤولة عن هذا الأمر. مشيرا أن سيارته الثانية من نفس العلامة وبمحرك بنزين اشتراها من المصنع بسعر 178 مليون سنتيم، وفي حال تأمينها عن كل المخاطر فالسعر يرتفع أكثر. و قد عرض عليه مبلغ 165 مليون فقط وأنه يريد حاليا بيعها دون هامش الربح . انخفاض أسعار السيارات القديمة أيضا و أشار سمسار آخر أن الأسعار في انخفاض بسبب تراجع الطلب، و هو حسبه العامل الذي تسبب في تراجع الأسعار، في حين ذكر بائع آخر كان يبيع سيارة من نوع «بيجو» 208 مرقمة بسنة 2014 ب 207 ملايين سنتيم في حين عرض عليه مبلغا آقل بكثير . وما لوحظ في السوق هو التواجد القليل لسيارات «سامبول» الجزائرية الجديدة والتي عرضت إحداها ب 170 مليون سنتيم . أما «لوغان» مسجلة في 2008 فقد عرض على صاحبها مبلغ 85 مليون سنتيم. بينما «قولف» المصنعة محليا فتراجع ثمنها من 340 إلى 300 مليون و«داسيا لوغان» مرقمة في 2007 ب 73 مليون سنتيم، و «سامبول» القديمة عرضت ب 105 ملايين، و هي التي كان سعرها في حدود 120 مليون، و«كليو كلاسيك» كان ثمنها في السوق 100 مليون. في حين حافظت سيارات من نوع «ألتو» و «كيوكيو» على أسعارهما المتمثلة في 60 و 70 مليون. فيما عرضت «طويوطا افونسا» ب 140 مليونا، أما أرخص سيارة فكانت «ماروتي» 2004 ب 52 مليون. و ما تم ملاحظته أيضا أن الأسعار المنخفضة لم تمس المركبات الجديدة فحسب، و إنما أيضا القديمة، غير أن عملية البيع كانت قليلة جدا لعدة أسباب منها رفض أصحاب السيارات البيع بالأثمان المقترحة و حسب بعض العارفين فإن الأسعار ستزداد انخفاضا في الأيام القادمة.