ربما لا يعرف الكثير عن « فيكتور هيجو «سوى أنه كاتب روائي كبير، وربما لا يعرفون من رواياته سوى « البؤساء « التي تعد من أشهر ما قدمه، في حين توجد أعمال أخرى لا تقل شهرة عن هذه الرواية مثل « أحدب نوتر دام « أو «عمال البحر «.. فيكتور هيجو لم يكن كاتب رواية فقط ، حيث أنه كتب القصة القصيرة وأبدع فيها ، كما أبدع في الشعر كذلك، فقد بدأ حياته بالشعر ونشأ متنقلا مع أبيه الحرفي ، وقد أطلق عليه الكاتب « شاتو بريان « اسم « الطفل النابغة، أصد هيجو في الشعر عدة دواوين أشهرها « أغاني وقصائد والشرقيات « ، كما اصدر صحيفة باسم الشعر الفرنسي مع مجموعة من الشباب الكتاب ممن كانوا سنده القوي في معركته ضد كتاب الكلاسيكية. كما كان ناقدا وصاحب أراء فلسفية، حيث خاض الكثير من المعارك الأدبية، وكان يفضل الكاتب « كورني على شيللر وشكسبير في الكتابة الدرامية أي المسرح . كتب فيكتور هيجو عددا من المسرحيات النثرية والشعرية..منها « لوكريس بورجيا «، « الملك يلعب « ،وروي دي بلاس التي أخذها رضا حوحو ، لكن لا واحدة من هذه النصوص كان لها حظ النجاح عندما قدمت على ركح المسرح ، ومع صعود التيار الرومانسي في الأدب في القرن ال 19 عرفت حياة هيجو تحولا كبيرا ، فكتب مسرحية تاريخية تدور أحداثها في انجلترا هي «كرومويل «، وكتب لها مقدمة طويلة وضع فيها قواعد ومفهومه للرومانسية ، إلا أن المسرحية لم تجد لها نجاحا عندما عرضت على ركح المسرح .لكن الحظ كان ينتظر هيجو مع نصه الآخر « هرناني» الذي جلب له الحظ، فقد لقيت المسرحية نجاحا كبيرا عندما عرضها الكوميدي فراسيز سنة1835 وأحدثت معركة كبيرة بين كتاب الكلاسيكية وبين أنصار المذهب الرومانسي بقيادة هيجو، وقد أصبح يؤرخ للمذهب الرومانسي في فرنسا بهذا التاريخ ودامت هذه المعركة القلمية والكلامية طبعا بين الطرفين حوالي 8 سنوات أي من سنة1835 إلى سنة1843. ودخل بذلك هيجو عالم الكتابة المسرحية، فهو إذن كاتب مسرحي وصاحب معارك أدبية ومسرحية وزعيم المذهب الرومانسي بلا منازع في الأدب الفرنسي، بل امتدت زعامته إلى بلدان أخرى بحكم مقدمته في مسرحية « كرومويل»، والتي وضع فيها أسس وقواعد الكتابة الرومانسية. فيكتور هيجو نال حظه من الاعتراف به كروائي كبير، لكنه لم ينل ذلك الحظ كشاعر وأكثر منه ككاتب مسرحي، وصاحب ربما أطول معركة أدبية في التاريخ الفرنسي ، وربما حتى العالمي.إذ أصبحت « هرناني « المسرحية عنوانا لبداية مرحلة جديدة يؤرخ لها باسم معركة « هرناني» .