تشهد القصور والمناطق النائية عبر مختلف بلديات أدرار ،خلال فصل الشتاء ،نقص شديد في غاز البوتان ،حيث يصبح الحصول على قارورة حلما وهاجسا في نفس الوقت . فالظروف الطبيعية القاسية تدفعهم الى الحصول عليها بأي ثمن ،خاصة بالتجمعات السكانية البعيدة فيتحتم على رب الأسرة الاستنجاد بالسماسرة الذين يجدون في هذه الوضعية فرصة للمضاربة . فأزمة الغاز التي يتخوف منها سكان القصور وحتى المدن في الكثير من الاحيان ،تجعل الحلم الكبير هو العثور على قارورة تبعث فيهم الدفء أثناء موجة البرد القارص بالمناطق الواقعة بالعرق . ونظرا لهذا العجز المسجل في توفير قارورات الغاز يضطر المواطنون للنزوح الى المناطق الحضرية بحثا عنها وهو ما يفسر الطوابير الطويلة التي تتشكل أيام الشتاء أمام مراكز التوزيع و حسب المواطنين فإن أزمة قارورات الغاز ليس مرده نقص الإنتاج و إنما السمسرة التي يقتنصها صيادو الفرص فالقارورة تصبح ب 450 دج و الطوابير الطويلة للسماسرة أمام نقاط البيع و عند وصول شاحنات التوزيع .و قصر تالة التابع لبلدية تيميمون خير مثال على المعاناة فهذا القصر يقع على بعد 17 كلم عن تيميمون و هو محاط بالكثبان الرملية ،مما يصعب وصول شاحنة التموين بغاز البوتان فالطريق الوحيد الرابط بينه وبين قصر كالي ببلدية اولاد سعيد غير معبد ويصعب السير عليه هذا الوضع دفع سكان القصر إلى الاعتماد على جذوع النخيل للطبخ والتدفئة . سكان قصور طلمين و سالي و تينركوك يشكون أزمة الغاز في الشتاء و يعوضونه بالمازوت أحيانا أما قارورة البوتان إن وُجدت ب 500 دج .و فضلا على ذلك تزيد ظاهرة زحف الرمال العيش صعوبة عند العواصف و الرياح فينعزل سكان القصور و يتعذر التنقل. و بلدية سالي عينة أخرى للقصور الواقعة في العرق على غرار قصور توريرين ببلدية انزقمير التي تبقى محاطة هي الاخرى من كل جانب . ونظرا لخطورة الوضع على المواطن عملت الدولة على خلق برامج تنموية لتحقيق الأمن الغذائي بهذه المناطق لكن تبقى العملية ضئيلة مقارنة بشساعة المنطقة.