وجد عبد القادر بوشيحة ابن مدينة تلاغ جنوب ولاية سيدي بلعباس ضالته في ابتكار وصنع الآلات الفلاحية التي تسهل للمزارع خدمة الأرض، وبوسائل جد بسيطة دخل عبد القادر وهو في العقد الثالث من العمر هذا المجال الصعب الذي يحتاج إلى الكفاءة العالية والوسائل الكبيرة ،ولكن حنكته وتفانيه في العمل دفعه إلى تطوير مهاراته التي اكتسبها في مهنته كلحام داخل ورشته البسيطة التي تقع بإحدى أزقة مدينة تلاغ. فأثبت فعلا بأنه موهوب رغم مستواه التعليمي المحدود ورغم بساطة وسائله من خلال ابتكاره لعدد من الآلات الفلاحية ،فاحتكاكه الدائم بالحديد والقطع الصغيرة المتواجدة بمحله الصغير دفعه إلى التفكير في جمعها وتحويلها إلى آلة يستفاد من خدماتها وتساعد الفلاحين على رفع الغبن عنهم. وكان عبد القادر قد قام بتكوين لمدة سنتين في مجال الميكانيك العامة بمعهد التكوين المهني بحي عظيم فتيحة بسيدي بلعباس في الفترة الممتدة من 2003 إلى 2005 وقام خلال ذلك بتربص تطبيقي بمؤسسة –السوناكوم- ثم عمل بنفس المؤسسة فترة سنة تنقل بعدها إلى ولاية مستغانم ليشتغل بمصنع السكر لمدة 3 سنوات قبل أن يقرر فتح محل للميكانيك وصيانة المركبات الخفيفة والثقيلة ببلدية تلاغ وفي خضم ذلك قام عبد القادر بتصنيع الصهاريج بمادة الحديد و عربة مقطورة ثم دخل في مجال صناعة الآلات الفلاحية بوسائل جد بسيطة. وكانت أول تجربة له مع آلة نزع البطاطا من الأرض والتي كانت ناجحة بحيث تسهل هذه المهمة على الفلاح ودون اللجوء إلى اليد العاملة حيث قام بنسخها بعدما أتى إليه أحد الفلاحين بواحدة اقتناها من دولة تركيا وحاول صيانتها لدى عبد القادر بعدما تعرضت لأعطاب فقام بتصنيع آلة جديدة بنفس المواصفات وبصنع محلي،ثم قام بانجاز آلة أخرى تقوم بإحداث الثقوب بالأرض لزراعة الأشجار وهي آلة يتم الصاقها بالجرار من أجل تسهيل مهمة الفلاح و قام أيضا بتصنيع آلة فلاحية أخرى تقوم بجمع الحجارة من الأراضي الفلاحية والتي ترفع هي الأخرى الغبن عن الفلاح الذي يتكبد معاناة تنقية أرضه من مختلف الشوائب.ولم تقف حنكة هذا الشاب عند هذا الحد بل قام أيضا بانجاز آلة أخرى لوضع البلاستيك على الأرض في شعبة البطيخ. أما الاختراع الذي أبدع فيه -عبد القادر بوشيحة- فهو الذي يتعلق بابتكاره لأول آلة فلاحية متعددة الخدمات في الجزائر،تقوم بثقب الأرض ووضع البلاستيك،وجني المحصول ونزع البلاستيك بعد الجني ، مما جعله يفكر في تطوير عمله واستغلال قدراته. نال المرتبة الخامسة في الصالون الوطني للابتكار في 2017 وهو ما دفعه إلى المشاركة في الصالون الوطني للابتكار بالعاصمة في طبعته السابعة لسنة 2017 والذي حمل شعار «الابتكار من أجل التنافسية» بمشاركة 84 عارضا،وشارك عبد القادر بالآلة الفلاحية المتعددة الخدمات ليتوج بالمرتبة الخامسة وطنيا،وحينها طلب منه من طرف المعهد الوطني للملكية الصناعية بتقديم ملف على مستواها من أجل الحصول على براءة الاختراع وقد قوبل طلبه حسب عبد القادر بالموافقة على أن يتم استيفاء مختلف الاجراءات. طموح لإنشاء مؤسسة لتركيب العتاد الفلاحي يتطلع عبد القادر إلى تطوير نشاطه الذي يحبه أيما حب و يطمح إلى انشاء مؤسسة خاصة بتركيب العتاد الفلاحي ان وجد الدعم اللازم لتحقيق مراده مؤكدا أنه لن يتحلى عن هذه الحرفة التي يجد فيها ضالته فرغم المتاعب والمصاعب والعراقيل ونقص الوسائل إلا أنه يكافح من أجل ديمومة نشاطه الذي يسعى من خلاله إلى الرقي بالحرفة. و يعاني عبد القادر من عدة عراقيل كمصاريف الكراء التي أرهقته كثيرا بحيث استأجر محلا على البلدية وهو يطالب من الجهات المسؤولة بتوفير مرآب أو محل من أجل القيام بنشاطه في ظروف أحسن خاصة وأن دخله محدود ومصدره المالي الوحيد هو نشاط الميكانيك وصيانة المركبات،يتوخى عبد القادر من الجهات الوصية أن تدعمه ماديا من خلال منحه قرض من أجل شراء المادة الأولية كالحديد الذي يكلف باهظا من أجل تصنيع الآلات الفلاحية ويعد بانجاز أكبر عدد ممكن من هذه الآلات ان توفرت الظروف الملائمة وتم دعمه ماديا ومعنويا من طرف السلطات المحلية وهو مستعد كل الاستعداد للمساهمة في الرفع من الاقتصاد المحلي والوطني.