أبرز المشاركون في أشغال اليوم ال23 للطاقة, المنعقد اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, مقاومة مجمع سوناطراك طيلة 55 سنة من الوجود و التحديات المستقبلية. و أبرز المشاركون, خلال يوم الطاقة الذي ينظم في ال16 أبريل من كل سنة (يوم العلم) لكن نظم هذه السنة في 18 ديسمبر الجاري ليتصادف مع الذكرى ال55 لتأسيس سوناطراك, المكتسبات و طموحات هذه الشركة الوطنية التي تأسست في 31 ديسمبر في هذا الصدد ركز وزير الطاقة, مصطفى قيطوني على الدور الاستراتيجي لمجمع سوناطراك في التنمية الاقتصادية للبلاد و ضمان أمنها الطاقوي. و اشار السيد قيطوني في كلمة قرأها نيابة عنه رئيس ديوانه, زبير جوابري إلى ان *سوناطراك لطالما كانت القاطرة التي تقود الاقتصاد الوطني*. و بغية اظهار أهمية هذه المؤسسة الوطنية, تطرق الوزير إلى ميزات هذا المجمع الذي استطاع أن يقاوم مختلف الصدمات, مذكرا أنها تضم أكثر من 100 فرع في الداخل و الخارج و توظف حوالي 200.000 موظف. أما بخصوص متوسط رقم الأعمال السنوي الذي حققته سوناطراك خلال خمس سنوات الأخيرة عبر التصدير فقد بلغ 43.2 مليار دولار في السنة, في حين قُدر متوسط رقم الأعمال السنوي للمجمع ب 4.560 مليار دينار في الفترة نفسها. أما فيما يتعلق بالجباية البترولية التي تصب في الخزينة العمومية فقد استقرت في حدود 2.550 مليار دينار خلال السنوات الخمس الأخيرة علاوة على حجم استثمارات سوناطراك المقدرة ب 10 ملايير دولار سنويا. و في معرض حديثه عن المشاريع المنجزة من طرف المجمع, ذكر الوزير بوضع حوالي 20.000 كلم من القنوات و انجاز 82 محطة ضخ مجهزة ب372 آلة و 127 خزان نفط إضافة إلى 3 قنوات نقل للخارج نحو ايطاليا و اسبانيا عبر المغرب. و اعتبر الوزير أن هذه الأرقام تجعل من سوناطراك *الشركة الأولى في الجزائر* و أن عقارها الصناعي هو *مكسب* و *فخر* للوطن. و عن طموحات مجمع سوناطراك على المدى المتوسط (2020-2030) تطرق الوزير إلى الغاز الصخري و استغلال المحروقات في عرض البحر و ترقية الطاقات المتجددة لا سيما الطاقة الشمسية. وركز السيد قيطوني كذلك على اسهام سوناطراك في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد سيما في توفير مناصب الشغل. من جهتها, أبرزت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة, فاطمة الزهراء زرواطي الدور الهام لسوناطراك في تنمية البلاد. وأشارت إلى أن *سوناطراك قد أصبحت اليوم مؤسسة ذات سمعة عالمية وتبقى دائما فخرا للجزائر*. واستطردت تقول *إنه من الضروري للمجمع اليوم أن يرسم صورة لمستقبله من أجل رفع التحديات العديدة التي يواجهها بهدف ضمان ازدهار البلاد*. ويجب على الجزائر التي تحوز ,حسب الوزيرة, على موارد طاقوية هامة التحضير لعملية الانتقال الطاقوي نحو نموذج طاقوي يقوم على الطاقات المتجددة. وذكرت في هذا الصدد بالاستراتيجية التي سطرتها دائرتها الوزارية من أجل الاستجابة للطلب الوطني في مجال الطاقة والتموضع في الأسواق الدولية. كما لم تفوت الوزيرة الفرصة للتأكيد على ضرورة التكوين من أجل انجاح الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى تطوير الطاقات المتجددة. وأكدت الوزيرة أنه *وعلاوة على وضع اطار تنظيمي وهي المرحلة الرئيسية والضرورية لوضع الاستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة, يتمثل العامل الأخر الرئيس من دون شك في تكوين المورد البشري*. من جهته, أكد البروفيسور شمس الدين شيتور على وجوب استثمار سوناطراك في الطاقات المتجددة, على غرار الشركات البترولية الكبرى مثل بريتش بتروليوم وتوتال وايكسون واكينور. ولذلك, يقترح البروفيسور وضع استراتيجية تتمثل, في كل مرة ممكنة, *في بيع كل سعرة حرارية (بترول وغاز طبيعي) مقابل تنصيب كل كيلوواط من الكهرباء من الطاقة المتجددة*. من جهتهم, عرض طلبة ومهندسين مستقبليين من المدرسة الوطنية متعددة التقنيات الذين يؤطرهم البروفيسور شيتور نظرتهم المستقبلية فيما يتعلق بمستقبل البلاد في مجال الطاقة. ويعتبر الطلبة أن فترة البترول تميل إلى التراجع في العالم الذي يتجه نحو الطاقات الخضراء, ومنه ضرورة التوجه أيضا نحو الطاقات المتجددة. كما شددوا على ضرورة تركيز الجزائر على الذكاء والتكوين النوعي للمهندسين والتقنيين من أجل التكفل بالتنمية المستدامة.