جلست هنينة لأتذكر الماضي و أسترجع بعض اللحظات التي مرت و لم أنساها ، أغمضت عيني و أدرت عجلة الزمان و رجعت إلى زمن راح و رحل ...ها أنا أقلب الصفحات التي طويتها و تعهدت لنفسي ألا أتذكرها حتى لا أعيد فتح جروح قد شفيت . - فماذا أتذكر ؟ -لن أنسى أنه كان لي ذات يوم صديقة قابلت وفائي وصداقتي بالخيانة والنكران و بنت بيني و بينها حاجزا كالطود لن يكسر أبدا ، أم أتذكر أنه كان لي أحلامي و طموحاتي كباقي الناس جريت وراءها و سعيت لأحققها ، و لكنني لم أستطع أن أكمل الطريق الذي اخترته بنفسي فكلما اقتربت منها خطوة ابتعدت عني آلاف الخطوات ، وانكسرت مرآة أهدافي، فالزجاج إذا انكسر لن نستطع إصلاحه و إرجاعه . رغم أن هذه الصعوبات التي حاكت في نفسي عقدة لن تحل أبدا إلا أن تلك اللحظات البسيطة و السعيدة التي عشتها في كنف عائلتي أنستني بعض همومي و أحزاني و أضفت بعض الألوان إلى حياتي. و لا يمكنني إلا قول أن الذكريات ما هي إلا خلاصة الحياة.